عاطف زيدان
عاطف زيدان


كشف حساب

مبارك.. رجل لا ينسى

عاطف زيدان

السبت، 29 فبراير 2020 - 11:08 م

رحل مبارك، بعد عمر طويل حافل. تخرجت وعملت صحفيا واغتربت ثمانى سنوات فى الخليج، وتزوجت وأنجبت وتزوجت ابنتى وأصبحت جدا فى عهده. كنت أنظر إليه، فتقفز فى ذاكرتى صورة أبو الهول، بشموخه وسعة صدره وثباته. عملت خلال عهده فى صحف عربية وحزبية وخاصة إضافة إلى جريدتى العريقة الأخبار. سطرت مقالات نارية طالت أحيانا الرئيس نفسه. أشهد الله أننى لم أتعرض بسبب ما كتبت لأى أذى أو حتى لوم. باستثناء مرة واحدة تعرضت فيها لفساد بعض أمناء الشرطة فتلقيت اتصالا يحمل عتابا من احد قيادات وزارة الداخلية. لم يمنع لى أى مقال فى عهد مبارك. فقد كان سقف الحرية، خاصة فى الصحف الحزبية والخاصة التى عملت بها، عاليا. كان الرجل -رحمه الله- يتمتع بقدر عال من الصبر وسعة الصدر. لم يصادر جريدة ولم يسجن صحفيا بسبب رأيه. كان ينظر إلى الصحافة كسلطة رابعة من حقها النقد وكشف أوجه القصور. وكان حريصا على لقاء كبار الصحفيين والكتاب والتحاور معهم. لم يجر مصر طوال عهده إلى مغامرات غير محسوبة. حافظ على سيادة البلاد واسترد ارض سيناء كاملة. وسعى بكل السبل لترسيخ وحدة العرب. ترفع عن صغائر الصغار، ووضع يده فى ايدى حكماء الامة وقادتها العقلاء. فعبر بالسفينة العربية عباب بحر المؤامرات دون خسائر مدمرة. خاصة بعد غزو العراق. رفض دخول اى جندى مصرى ارض العراق بعد نجاح حرب تحرير الكويت. كما رفض كل الاغراءات الامريكية لاقامة قواعد عسكرية امريكية على ارض مصر. انحاز مبارك للفقراء ورفض كل الضغوط لرفع الدعم. حقق الاقتصاد فى اواخر عهده اعلى معدل نمو حيث وصل 7%. لم يكابر عندما انتفض الشعب فى 25 يناير مطالبا اياه بالرحيل بسبب الفساد التى انتشر فى كل مكان والشللية وسيطرة بعض رجال البيزنس من اصدقاء ابنه على صنع القرار، اضافة إلى ظهور دلائل على وجود خطة لتوريث الحكم لنجله. فآثر التنحى وتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. حمى البلاد بقرار التنحى من بحور دماء وقبل راضيا محاكمته رغم كبر سنه حتى نال البراءة فى كل القضايا تقريبا. رحمك الله يا مبارك. عارضتك وأيدتك حيا. واليوم بعد وفاتك، أؤكد أنك ستظل بإيجابياتك وسلبياتك فى قلب تاريخ مصر الحديث. زعيما لا يمكن نسيانه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة