خالد رزق
خالد رزق


مشوار

سوريا والخذلان العربى

خالد رزق

السبت، 29 فبراير 2020 - 11:09 م

يحدث ما يحدث فى سورية ويشهد شمالها وجنوبها الغربيان وحتى وسطها اعتداءات عسكرية صارخة مفضوحة ينفذها العدو التركى والعدو الصهيونى، وللعجب تجد أنك مضطر للبحث والتحرى عن أى موقف حتى من بلد عربى واحد يدين أو يشجب أو حتى يعرب عن الانزعاج، وعلى هذا فلا تجد وكأنما أصيبت هذه الأمة بخرس مزمن، خرس لا يكون إلا ممن يبارك العدوان أو يجد له مبرراً.
حال عربى عجيب غريب سيما وأن العدوان هو على سورية العروبة التى تبنت القومية بقضاياها كلها موقفاً وعملاً وفعلاً منذ نالت استقلالها، فكانت مع الجميع حاضرة بثقلها السياسى وبجيشها فى لحظات المواجهة والتصدى التاريخية، ونصرة لحق الضعيف عند الحاجة تشهد بذلك أدوارها فى مواجهة العدو الأساسى وفى مناصرة الإخوة بلبنان والكويت.
ربما تجد أنظمة عربية «بليدة» فى عدم مؤازرة الرئيس بشار الأسد ونظامه بدعوى الإفك القائلة بأنه يقتل شعبه ـ حجة ـ تسوقها لتبرر تخاذلها، لكنها -هذه الأنظمة- تتغافل عن أن الرئيس بشار والنظام هما وببساطة الدولة السورية نفسها التى لو سقطت -لا قدر الله- لما بقى للوطن السورى الذى نعرفه ويحفظه التاريخ بجغرافيته المعروفة وجود، ولما بقى سورى واحد آمناً، والأهم الذى يتجاهله الجميع أنه وبعد ما اقترب من عقد من الزمان على بداية الأزمة السورية، انكشف خلاله حقيقة جماعات التكفير والخيانة المدعومة إقليمياً وغربياً التى استهدفت سورية الجيش والدولة والشعب، لم يعد ممكناً لأحد وصف هؤلاء بالثوار ولا توصيف جرائمهم البشعة بالحراك الثورى والأكيد أن توجيه الاتهام بقتل الشعب للرئيس ووصف الجيش العربى السورى بجيش النظام فى مواجهة هؤلاء هو اتهام باطل ساقط من يقول به وساقط من يتبناه.
الخذلان العربى العام لسورية، يتجاوز حدود الإدانة السياسية والدبلوماسية للعدوان، إلى صمت مخز فى مواجهة تواطؤ وتآمر بعض من بلدان تحمل صفة العربية.
تحتاج سورية إلى الدعم السياسى مناصرة وتحتاج إلى إسقاط العقوبات الأمريكية الخارجة عن القانون الدولى.. ليس أقل من هذا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة