محمد سعد
محمد سعد


آمنية

أمريكا وطالبان حبايب

محمد سعد

الأحد، 01 مارس 2020 - 07:29 م

 

دوام الحال من المحال وفرقاء الأمس أصبحوا اليوم حلفاء، فبعد ما يقرب من عقدين من الزمان على صراع امريكا مع حركة طالبان وقعت امس اتفاق سلام بين الطرفين، بعد جولات عديدة من المفاوضات الشاقة والصعبة ،التى استمرت على مدى عام ونصف العام بين الجانبين.
بتوقيع هذا الاتفاق ينتهى أطول حرب فى تاريخ الولايات المتحدة والتى امتدت لنحو ١٨ عاما.
ويمهد هذا الاتفاق، لانسحاب تدريجى لجميع القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، خلال 14 شهرًا، ويتكون الاتفاق من ثلاثة أجزاء، الأول يتحدث عن التزام الولايات المتحدة بسحب جميع قواتها وقوات حلفائها، بما فى ذلك جميع الموظفين المدنيين غير الدبلوماسيين، وستقوم الولايات المتحدة والتحالف الدولى فى الأيام الـ135 الأولى، بخفض عدد القوات فى أفغانستان إلى 8600، وستكمل الولايات المتحدة وحلفاؤها والتحالف انسحاب جميع القوات الأجنبية المتبقية فى المده المحددة.
وبمقتضى الاتفاق تلتزم الولايات المتحدة،بالبدء فورا فى الإفراج عن المقاتلين والسجناء السياسيين كأحد إجراءات بناء الثقة بين هذه الأطراف، وسيتم إطلاق سراح قرابة خمسة آلاف سجين من طالبان ونحو ألف سجين من جانب القوات الأمنية الحكومية الأفغانية بحلول 10 مارس الجارى، وهو اليوم الأول لسريان الاتفاقية، على أن يتم اطلاق سراح جميع السجناء الباقين على مدار الأشهر الثلاثة التالية.
وفى المقابل فإن الجزء الثانى من الاتفاق يتضمن التزامات حركة طالبان، بمنع أى جماعة أو فرد، بما فى ذلك تنظيم القاعدة، من استخدام أراضى أفغانستان لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها.وتتعهد طالبان بأن سجناءها الذين سيتم الافراج عنهم وفق الاتفاق سيلتزمون بالمسؤوليات المذكورة فى هذا الاتفاق، وفقا للالتزامات الواردة فى هذه الاتفاقية.. أما الجزء الثالث من الاتفاق فينص على أن الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الأمن الدولى الموافقة على الاتفاق وإقراره، وستسعى واشنطن وطالبان لإقامة علاقات إيجابية مع بعضهما.
ان كان يرى البعض ان توقيع الاتفاق بين طالبان والولايات المتحدة خطوة مهمة للغاية على طريق إحلال السلام والأمن فى أفغانستان التى دمرتها حرب أهلية طاحنة، فأعتقد ان المرحلة التى ستعقب الاتفاق تبدو هى الأصعب والأكثر تعقيدا، إذ يتعين أن ينخرط الفرقاء الأفغان فى حوار وطنى.
 وينتظر أن يكون صعبا، بحثا عن قواسم مشتركة تفضى إلى مصالحة وطنية بهدف تشكيل حكومة وطنية جديدة تنهى الحرب الأهلية وتعيد الأمن والاستقرار إلى البلاد.
وحسب الاتفاق بين واشنطن وطالبان، من المفترض أن تبدأ مفاوضات سلام مباشرة غير مسبوقة بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية،فى 10 مارس،وأحد التحديات الرئيسية أمام مفاوضات السلام الأفغانية المنتظرة، يتمثل فى صعوبة تشكيل وفد موحد يجمع الحكومة الأفغانية والمعارضة والمجتمع المدني، فى ظل الخلافات القائمة حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
> مسك الختام
بعد ١٨ عاما من الصراع والخراب والدمار الذى لحق بأرض الأفغان بسبب حركة طالبان واعوانها، أبرمت تلك الحركة منفردة اتفاق سلام مع الأمريكان، واعتقد كان الأولى بها تدخل فى وفاق أولا مع ابناء الشعب الأفغانى قبل اى اتفاق يخدم مصالح الحركة والحركات الحليفة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة