جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أثيوبيا.. والحسابات الخطأ!

جلال عارف

الأحد، 01 مارس 2020 - 07:39 م

ما كنا نعرفه ونتحسب له، أصبح واضحا أمام العالم كله. البيانات الأخيرة الصادرة عن اثيوبيا تكشف بكل وضوح أن كل ما أبدته مصر من حسن النوايا، كان يقابل- من الجانب الأثيوبى - بمحاولات التسويف وكسب الوقت أملا فى فرض الأمر الواقع على الجميع.
وتكشف اثيوبيا أنها حتى مع وجود الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولى داخل عجلة التفاوض فى المرحلة الأخيرة، فإنها كانت منذ البداية.. تواصل المراوغة، ولا تستهدف الاتفاق. وعندما فوجئت بأن هناك جدية فى العمل لإنهاء الأزمة ارتبكت خطواتها. وعندما وجدت أمامها مشروع الاتفاق النهائى الذى أكدت أمريكا أنه يحقق مصالح كل الأطراف ويتوافق مع القوانين والأعراف الدولية. أظهرت للعالم كله الجانب الحقيقى لسياساتها المراوغة، واعلنت أنها ستمضى فى بناء السد والملء الأول للخزان!!
لقد وقعت مصر على الاتفاق بالأحرف الأولي، وهى بذلك تعلن أن التفاوض قد وصل إلى نهايته بهذا الاتفاق، وبشهادة من البنك الدولى والولايات المتحدة، وبعد خمس سنوات من التفاوض الذى حاولت اثيوبيا بكل الطرق أن تجعله طريقا بلا نهاية.
لقد أعلنت أمريكا رسميا أن ملء السد وتشغيله لا ينبغى أن يبدأ قبل اتمام الاتفاق. تحركنا الأساسى الآن هو فى هذه المنطقة. لابد من وضع القضية بكل وضوح أمام الرأى العام العالمى وأمام الهيئات الدولية المختصة.
تخطئ أثيوبيا كثيرا إذا استمرت فى الرهان على لعبة كسب الوقت التى لم يعد لها مكان. عليها أن تدرك جيدا أن السد لن يعمل دون اتفاق يحقق مصالح الشركاء الثلاثة فى مياه النيل الأزرق. وأنها ستكون الخاسر الأكبر إذا اختارت طريق الصراع بديلا عن فتح آفاق التعاون لخير الجميع.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة