نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جداً

الهوس الكورونى زاد عن حده

نهاد عرفة

الإثنين، 02 مارس 2020 - 07:30 م

بعد مقالين عن هذا الفيروس خلال الشهر الماضى، تناولتهما من جهة التلوث البيئى والسلوك الإنسانى، ما كنت أعتقد أنى سأكتب عنه مرة ثانية، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولكن الهوس الكورونى قد زاد عن حده، حالة من الارتباك أصابت الدول فرضت تداعيات سلبية على السياحة والتنقل والاقتصاد العالمى، أغلقت 70 دولة حدودها، وفرضت أخرى إجراءات صارمة للمسافرين إليها، وإنشاء غرف للحجر الصحى بالمطارات العالمية، إجراءات لم تحدث فى الوبائيات السابقة رغم أن عدد الإصابات والوفيات بها كان يفوق هذا الفيروس المسمى بالكورونا! الطيور، الخنازير، الإيبولا، سارس، زيكا، وغيرها، أسماء لمجموعة من الوبائيات التى أصابت العالم خلال العقود الأخيرة، ولم نرً مثل هذا الذعر والهوس! ظهرت انفلونزا الطيور عام 1997، وعادت للظهور عام 2003، وأدت إلى وفاة 400 شخص حول العالم بخلاف ملايين الدواجن، وتسببت انفلونزا الخنازير فى وفاة 1014 حالة فى 22 دولة عربية حسب منظمة الصحة العالمية، وحصد وباء سارس أرواح 800 شخص حول العالم. وفى تقرير للمنظمة عام 2017، أن الكورونا فصيلة كبيرة من الفيروسات ليست حديث الظهور، فقد ظهرت عام 2012 بالدول العربية، بدءاً من السعودية، تحت مسمى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو متلازمة الإلتهاب الرئوى الحاد، وفى عام 2015 ظهرت فى 27 دولة، كما هوَ الحال مع فيروس يوهان بالصين، وقد نشرت المنظمة فى أبريل 2014 إحصائية أكدت فيها أنه تم تشخيص 254 حالة كورونا مؤكدة فى العالم توفى منهم 93، فلماذا كل هذا الذعر الذى أصابنا رغم أن ظهور الفيروس ليس جديداً! ووفقا لتقرير المنظمة الأخير، فإن انفلونزا الخنازير من أكثر الفيروسات خطورة لقدرته على التغير السريع، هربا من تكوين مضادات له فى الأجسام التى يستهدفها، فيقوم الفيروس بتحوير نفسه كل عامين إلى 3 أعوام، وعندما تبدأ الأجسام التى يستهدفها بتكوين مناعة نحوه، يتحور الفيروس ويتمكن من الصمود أمام الجهاز المناعى مسببا حدوث وباء يجتاح العالم كل عدة سنوات.. فلماذا كل هذا الهوس والذعر من الكورونا، المرض لا ينتقل بالمخالطة والقرب من المصاب به فقط، الهواء الذى نستنشقه تم تلويثه بأيدينا، فقط علينا الاحتياطات الوقائية سواء كان من فيروس الكورونا أو غيره.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة