صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


«فيروس الشائعات» أخطر من «كورونا».. صفحات تنشر أخبارا مضللة عن ظهور الوباء

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 03 مارس 2020 - 07:08 ص

خبراء: مواجهتها تحتاج ثقافة نابعة من المواطن نفسه

لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعى قصّرت المسافات، وأذابت الحدود بين بلدان العالم وجعلته كغرفة صغيرة.

ورغم محاسنها إلا أن كثيرين قد اتخذوا من الأخبار والمعلومات التى تبثها تلك المواقع كمصدر رسمى دون تحرى الدقة والمصداقية، والوقوف على المزيف منها من الحقيقي، والأغرب أن المتتبع للشائعات التى تروجها هذه المواقع، يجد أنها باتت تطال قطاعات حساسة للدولة كالقطاع الأمنى والمناخى والاقتصادى وحتى الصحى، والأخطر هو انسياق أفراد المجتمع خلف هذه الأكاذيب، بل والمساهمة فى نشرها وتداولها، عن عدم دراية ووعى فى التعامل معها.

وفى الآونة الاخيرة زادت الشائعات، وتحديداً المتعلقة بفيروس كورونا، لتهدد سلامة واستقرار المجتمع، أخبار كاذبة تنتشر كالنار فى الهشيم على صفحات السوشيال ميديا ورسائل صوتية مفبركة تؤكد ظهور الوباء فى محافظات مختلفة فى مصر وفى بعض المدارس ويتم إرسالها على نطاق واسع لبث الرعب والخوف فى نفوس المصريين الذين لم يلتفتوا للتجاوب معها واكتفى الكثير منهم بالسخرية بخفة دم كعادة المصريين.

أما القليل منهم فقد وقعوا فى المحظور وقاموا بمشاركة هذه الأخبار المفبركة على صفحاتهم ليقعوا فريسة ل «فيروس الشائعات» الذى يعتبر أخطر من كورونا نفسه، بينما تشجع الكثير من السوشيالجية وقاموا بكشف هذه الأكاذيب ودعوا إلى عدم التجاوب معها، وملاحقة مروجيها قضائياً، وتغليظ العقوبات عليهم، ف»كورونا «كغيره من الأمراض التى يجب علينا الانتباه لها لمنع وصولها إلينا، ويكون هذا الأمر بتقصى الحقائق من الجهات الرسمية المعتمدة وليس عبر وسائل التواصل وتعليقات المستخدمين، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية، لذا علينا مكافحة الشائعات قبل الفيروس.

حرب شرسة

وفى هذا الصدد أطلقت منظمة الصحة العالمية ما وصفته بـ»الحرب الشرسة ضد الشائعات الخاصة بهذا الفيروس»، حيث خصصت المنظمة مجموعة عمل لمكافحة الشائعات والمعلومات المغلوطة بلغات عدة على وسائل التواصل الاجتماعى.

كما حظر فيس بوك الإعلانات المضللة عن فيروس كورونا أو تلك التى تعد بعلاج الفيروس،وذلك ضمن أحدث جهود الشركة للحد من المعلومات الخاطئة، فمثل العديد من مواقع التواصل الاجتماعى، انتهى الأمر بفيس بوك باستضافة الكثير من المحادثات المثيرة حول الفيروس، إلى جانب مجموعة كبيرة من الشائعات التى اصبحت تملئ ارجاء الموقع الازرق.

ومن ناحية أخرى كتب الإعلامى محمد على خير على صفحته بفيس بوك رسالة للمصريين قال فيها: «لاتتعجلوا الخراب فيروس كورونا سيصل إلى مصر عاجلا أو آجلا لأننا نعيش فى عالم مفتوح.. فلماذا الاستعجال فى نشر أخبار غير حقيقية عن وجوده فى مصر.. ياسيدى لو مش مصدق الحكومة.. أرجوك صدق منظمة الصحة العالمية.. ويوم ماهيزورنا المعلم كورونا هنحتفل ونعلن".

وتابع: "أول مرة اشوف ناس غاوية الخراب المستعجل لاقتصاد بلدها..وللعلم الحكومة لاتجرؤ على الكذب على منظمة الصحة العالمية، ده وباء عالمي.. مفيهوش هزار.. أرجوكم شوية رحمة بالبلد واقتصادها وشوية السياح اللى عندنا.. البلد مش مستحملة خراب مستعجل.. شوفوا الخراب اللى حصل فى الصين واليابان وإيطاليا.. نحن لا نتحمل ربعه».

ثقافة نابعة

من جانبها علقت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع « إننا دائما عندما نشعر بالخطر نبدأ باتخاذ الخطوة الأولى ثم بعد ذلك نتوقف وذلك ما نفعله تجاه أى مشكلة من مشكلاتنا المجتمعية، وهو ما حدث بالفعل فى مواجهة الشائعات أيضا شعرنا بخطورتها على المجتمع وتم البدء فى صد بعض الشائعات التى كان لها بالغ الأثر السلبى على المجتمع.

وأوضحت: "لكننا لم نستمر فى ذلك بدليل انتشار العديد من الشائعات التى تهدد أمن المجتمع واستقراره ولا تجد من يتصدى لها، فنحن نفتقد الاستمرار فى حل المشكلات بشدة رغم شعورنا بالخطر".

وأكدت أن مواجهة الشائعات تحتاج إلى ثقافة نابعة من المواطن نفسه وهذا لن يتحقق إلا بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل وزارتي الثقافة والإعلام وغيرهما للعمل على جعل المواطن يملك الثقافة التي تمكنه من مواجهة الشائعات بنفسه والتصدي لها وحماية المجتمع منها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة