حسن يوسف
حسن يوسف


الدراما التليفزيونية والخطاب الديني.. كيف يساهم الفن في التجديد؟

حسن الكيلاني- سيد صبحي

الثلاثاء، 03 مارس 2020 - 07:19 ص

فاضل: كفانا سيوفًا وخيولًا.. الديك: مواجهة التشدد الديني

النحاس: دور الدولة.. حسن يوسف: ديني في قالب اجتماعي
 

كيف يساهم الفن بأشكاله المختلفة وخاصة الدراما فى تجديد الخطاب الديني؟ وما هى الطريقة المثلى لتقديم الدين الوسطى ومقاومة التشدد والتطرف والتصدى للأفكار الهدامة التى ولدت الإرهاب وشوهت صورة الإسلام عالميا ومن هو المسئول عن تقديم مثل هذه الأعمال؟ تحمل السطور التالية إجابة عن هذه التساؤلات وغيرها.

الفن الراقى

وأكد المؤلف بشير الديك أن تجديد الخطاب الدينى فى الدراما هو أمر ضرورى لمواجهة التشدد الدينى، أيا كانت أسبابه التى انتشرت فى فترة ما لأهداف سياسية أو اجتماعية أو تواجد جماعات متطرفة مثل الإخوان المسلمين والتكفير والهجرة وغيرهما من الجماعات المتعصبة دينياً.. ووجود الأفكار لتقديم الأعمال الدينية مثل «واإسلاماه» كان فى فترة لم يكن هناك أى تدخل من المتشددين دينيا لتقديمه..

وأكمل: "فلابد أن نقدم أفلاما ومسلسلات نعود بها للدراما الدينية تعتمد على إيضاح الوحدة الوطنية وترصد الدين الحقيقى بالنسبة للمصريين فى حياتهم اليومية، مصر فيها الوحدة الوطنية.. نحارب من خلالها هذا الفكر المتطرف بكل أشكاله، كنا نقدم هذا طوال الوقت حيث قام الفنان عادل إمام بعرض فيلم «الإرهابى» داخل محافظة أسيوط وقت الفتنة الطائفية هناك!.. واستطاع مواجهة الخطاب المتشدد، فيجب أن نقدم أعمالا تحترم المشاهد والحرية وتوضح إمكانيات ترابط المجتمع المدنى.. ورصد الدين الذى نعرفه وتعلمناه من أهالينا وأجدادنا فهذا الدين ليس حكرا على أحد ولكنه للجميع.. بعيدا عن أفكار سيد قطب المتطرفة والأفكار التى تحاول أن تزرعها الوهابية والجماعات".

وأكمل: "الحل عودة القوى الناعمة لبريقها وتوجيهها للحفاظ على الدين الصحيح والنسيج الاجتماعى.. والقضاء على الخطاب المتشدد من خلال تقديم فن راق بعيدا عن هذا القبح والبذاءة التى نشاهدها حاليا تحت مسمى الفن فيجب علينا أن نقدّم درما تشابه أعمال أسامة أنور عكاشة.. كما أننى لا أؤمن بأعمال السير الذاتية، سواء لشخصيات دينية حديثة أو قديمة، والسيرة الذاتية الوحيدة التى أعجبتنى هى مسلسل «الأيام» لطه حسين لأنه شخصية ديمقراطية كانت تستحق رصدها".

وأوضح: "لكن إذا قدمنا سيرا ذاتية وأعمالا موجهة بشكل مباشر ضد المتشددين دينياً هذا خطأ كبير يجب ألا نقع فيه، لأننا بهذا الأمر سنكون قد استفززنا الطرف الآخر وسننتظر منه ردا، وهنا سيستطيع أن يهاجم صناع الدراما ويقول إنا مدفوعون من الحكومة، فالحل أن نقدم أعمالا اجتماعية ترصد النسيج الدينى للشعب المصرى بشكل طبيعى يرصد ما يدور داخل الأسر المصرية بلغة العصر الحديث".

كفانا سيوفًا

وأضاف المخرج محمد فاضل أن الخطاب الدينى فى الأساس يستهدف القيم والمعانى وليس أشخاصا بحد ذاتها أو سيرا ذاتية، ويمكن التعبير عن جميع أشكال الخطاب الدينى من خلال مختلف المجالات الفنية سواء دراما تليفزيونية أو سينما أو رسما أو حتى باليه، يجب ألا نحصره فى أمر معين، ولقد قدمت فى مسلسل «صيام صيام» عام 1980 وهو مسلسل كوميدى استطاع أن يوصف فى حلقاته شكل الصيام الحقيقى للمسلمين بشكل بسيط فى السياق الدرامى لأن الدين فطرة وأمر طبيعى فى حياتنا.

وقال: "كفانا سيوفا وجمالا، هذا الأمر انتهى وأصبح لا توجد فى حياتنا حروب بسيوف وجمال، والآن لدينا أجيال جديدة من الدعاة للدين يقدمون المعنى الحقيقى للدين والكثير من المعانى التى يمكن تحويلها إلى سياق دراما تليفزيونية.. يبرز قيم الأديان فى الدراما بشكل جذاب للمشاهد وتقديم أعمال درامية ترصد السلوك اليومى للمصريين". 

وأكمل: "هذا الأمر ليس به أى حساسية دينية تساعد على إظهار القيم الدينية فى الأعمال الدرامية دون الاعتماد على شخصيات تاريخية محددة ممكن بسببها أن يتم تكذيب قصة ما أثناء سرد قصص الشخصيات التاريخية ويحدث خلاف عليها، مما يجعل صناع الدراما الدينية حذرين جداً فى التعامل معها، سواء الأعمال التى تحمل غزوات أو شخصيات تاريخية مثل خالد بن الوليد".

وتابع: "الحل هو إيضاح القيم الدينية التى تتماشى مع الوقت الحاضر وإبراز قيمة التضحية فى الدفاع عن الوطن والنفس بالشكل الحديث، من خلال دراما عائلية تقترب من المشاهدين وتحمل القيم الدينية، بشكل يتماشى مع العائلة المصرية فى شهر رمضان، أما السير الذاتية فأعتقد أنها محفوظة وموجودة فى الكتب التاريخية".

غير مباشرة

ومن جانبه، قال الفنان حسن يوسف: "لا يوجد دور كبير للدراما فى تطوير الخطاب الدينى فأنا لا أطالب بمسلسلات دينية مباشرة إنما يجب أن نناقش هموم الوطن والأمور التى تشغل المشاهد فى حياته اليومية ولابد أن تسرد من خلال مسلسلات اجتماعية ولكن ما يصنع الآن يشعرنى وكأننا على سطح القمر وليس فى مصر".

وأضاف: "تجد ما يدور أمامك من أحداث داخل العمل وكأنهم يتحدثون عن شعب آخر غير المصرى وتدور الأحداث بعيدا عن المواطن العادى فى الشارع وأضاف أن الأزهر يقوم بدوره على أكمل وجه ومن ينتقدون الأزهر مغرضون فالأزهر مسئول عن نشر الدعوة الإسلامية فى العالم كله وليس فى مصر فقط بل فى مشارق الأرض ومغاربها".

وقال: "لا نستطيع إلا أن نحيى رجال الأزهر فإن الفكر بالفكر هو منهج كل علمائه وليس مواجهته بالرصاص وعلى الدراما أن تقوم بدورها أيضا".

الإنتاج الحكومي

كما نفى المنتج والمخرج أحمد النحاس أن يكون صناع الدراما بشكل عام هم المسئولون عن غياب الدراما الدينية أو يكون لهم دور فى تصحيح الخطاب الدينى وقال إن الفن دوره أن يعبر عن الواقع بحسب رؤية صناعه وليس دوره أن ينقل الواقع كما هو تماما وتجديد الخطاب الدينى مسئولية الجهات والمؤسسات الدينية.

أما عن الدراما الدينية فجهات الإنتاج الحكومية مسئولة مسئولية كاملة عن غيابها بل وغياب الأعمال المهمة

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة