أمنية طلعت
أمنية طلعت


حبوا بعض

الحب والعنف

أمنية طلعت

الأربعاء، 04 مارس 2020 - 05:29 م

الحب والعنف لا يمكن أبداً أن يكونا وجهين لعملة واحدة، فالعنف لا يجبر الحبيب على أن ينصاع مهما كان موقع هذا الحبيب من العلاقات، ابناً أو بنتاً أو زوجاً أو زوجة.. إلخ.
أعلم أن الحياة اختلفت كثيراً عن مفاهيم الماضى القريب، فجيلى مازال يصعب عليه الاعتراف بمرور السنين واختلاف قوانين الحياة، لكن واقع الأمر يقول، إننا نحن الأمهات، من الصعب إجبار بناتنا على أن يرتبطن ويدخلن فى غمار الحب بشروطنا وقوانيننا التى كانت تحكم حياتنا فى التسعينيات من القرن الماضي، فلقد اختلفت الحياة تماماً بقوانينها وأصبح هناك أطر جديدة تماماً تحكم كل أنواع العلاقات وليس فقط العلاقة بالشخص الذى نحبه.
فى الفترة الماضية، قابلت حالات هروب كثيرة لفتيات صغيرات لم يتممن عامهن الواحد والعشرين بعد. قررن الهروب من بيت أهلهن بسبب قسوة أمهن تحديداً عليهن، فبمجرد أن تعرف الأم أن ابنتها تتحدث مع شاب عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى أو تتحدث هاتفياً معه، حتى تشتعل النيران فى المنزل، بين تعنيف وتهديد ووعيد وحرمان من الخروج وسحب جهاز الهاتف الذكى وقطع الفتاة عن العالم المحيط بها.
المشكلة الحقيقية أن هذه الإجراءات لا تأتى بأى نتيجة إيجابية، فبالإضافة إلى توتر العلاقة بين الفتاة وأمها، لا تستطيع الأم مهما أوتيت من دهاء أن تمنع الفتاة من الوصول إلى الشاب الذى عنفتها من أجله، فالحيل والأساليب الحديثة كثيرة، ولن تستطيع الأم مهما طال الوقت أن تمنع الفتاة تماماً من التعامل مع وسائل التواصل التكنولوجية الحديثة، ولكن بدلاً من التعامل معها فى ضوء الشمس، سيكون فى السر والسر يجلب دائماً نتائج غير محمودة.
فى الفترة السابقة تعرضت فتاة للاختطاف والاعتداء الجنسى عليها من قبل الشاب الذى كانت تعرفه سراً خوفاً من تعنيف أمها التى تمنعها من كل شئ حتى لقاء صديقاتها والخروج إلى السينما أو المتنزهات، فلم تقل الفتاة بعد إنقاذها سوى أن أمها هى السبب، فلو كانت فتحت لها الأبواب، لما هربت ولما تعرضت لكل هذه المآسي.
نحن جميعاً نحب بناتنا، لكن الأزمة الحقيقية هي؛ أننا لا نستطيع أن نحبهن بشروط التسعينيات، وعلينا أن نقوم بتحديث السوفت وير الخاص بعقولنا، خاصة أننا لم نتوغل فى الماضى إلى هذه الدرجة.نعم أنا أتحدث إليكن بلغة التكنولوجيا حتى أخبركن أنكن مهما أغلقتن من أبواب ونوافذ فى الواقع، فلن تتمكن من غلق أبواب ونوافذ الإنترنت، وبالتالى عليكن التقرب لبناتكن أكثر وأفضل، لأنهن يحتجن إلى صداقتكن أكثر من تعنيفكن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة