الخميس، 05 مارس 2020 - 06:44 م

أنا من هواة الأفلام القديمة، ويستهوينى جدا التمعن فى تفاصيل المشهد، كيف كان الشارع.. مستوى نظافته.. حركة الناس فى الشارع وسلوكياتهم، حركة السيارات وأنواعها، وحتى ملابس الناس، ومن خلالها تستطيع أن ترى ببساطة رأى العين وتحكم بنفسك أين كنا واين اصبحنا، من الأشياء التى أبحث عنها فى شوارع زمان: القمامة وحجم تواجدها فى الشوارع، أو على حواف الترع والمصارف، وداخلها، ارجع لكل أفلام زمان فى المدن والقرى وفى الأماكن الفقيرة ستجد هناك قاسم مشترك، وهو النظافة، وستجد مثلا كثيرا من اللقطات للبطل يلقى نفسه فى الترعة، أو العكس إنقاذا للحبيبة أو الحبيب، ولن تجد كيس بلاستيك أو قمامة تظهر عشوائيا فى المشهد.. الآن نعيش فى كيس بلاستيك كبير، لعنة كبيرة طالت البر والبحر، غطت الزراعات والأنهار، وحتى البحار، والصحارى، كل شىء يوضع فى الكيس البلاستيك، بداية من الفول المدمس وانتهاء بأى شىء يؤكل ويدخل المعدة، المؤكد أننا أمام كوارث بيئية متفاقمة، ومتزايدة سواء على مستوى الصحة العامة، بتفشى أمراض السرطان لإنتاج الكيس أو العبوة البلاستيكية مواد مسرطنة، أو على مستوى البيئة، حيث يبقى الكيس الملعون لمائة عام من دون أن يتحلل واذا تحلل فانه يخرب فى البيئة، حتى الحيوانات نفقت، والأسماك والحيتان فى البحار العميقه والشعاب المرجانية لم تنجو من الكارثة، وهناك من السياح الذين أوجع قلبهم مشهد الأكياس، وما فعلته بالكائنات البحرية، فراحو يجمعونها.. الدول الغربية تنبهت للمشكلة، وقيدت استخدام الأكياس البلاستيكية، وبعضها منعتها، ومن يسافر للخارج يدرك أنه من الصعب أن يجد كيس بلاستيك فى سوبر ماركت، والغالبية عادة إلى الأكياس الورقية لأنها تتحلل، ويحجمون فى الوقت نفسه استخدام القوارير ويلزمون المستهلك بإعادة تدويرها بماكينات موجودة فى المحال الكبرى.

أخيرا تنبهت مصر، وارجو ألا يكون بعد خراب مالطة، ويقوم مجلس النواب هذه الأيام بمناقشة مشروع قانون مُقدم من النائبة نادية هنرى وآخرين، لمكافحة صناعة واستيراد وتوزيع واستخدام الأكياس والأغلفة البلاستيكية، الجميل فى مشروع القانون أنه لم يطالب بوقف وتجريم الكياس البلاستيكية، ولكنه طالب على لسان النائبة صاحبة مشروع القانون فى الوقت نفسه بالعمل على إيجاد البدائل الصحية التى لا تتسبب فى التلوث والإضرار بمكونات البيئة من حولنا وتعريض المواطنين لخطر الإصابة بالكثير من الأمراض الناجمة عن استخدام الأكياس البلاستيكية.. أرجوأن ينجز المجلس هذا القانون بسرعة، ويتبنى إيجاد البدائل العملية، وتمول البنوك عملية اعادة تأهيل الصناعة، لمراعاة الإشتراطات المطلوبة، والا فنحن أمام قانون مع وقف التنفيذ.