يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

براءة حسن هيكل

يوسف القعيد

الخميس، 05 مارس 2020 - 07:02 م

لا جديد عندما أكتب للقارئ أن الدكتور حسن محمد حسنين هيكل، نجل المرحوم أستاذنا ومعلمنا وكبيرنا الأستاذ محمد حسنين هيكل، قد حصل على البراءة النهائية فى قضية البورصة. وهذا الحكم أنهى ثمانى سنوات من تلكؤ الأوراق والمستندات والإثباتات والنفى فى دروب القضاء المصرى. لكن قضاءنا شامخ وعادل ومنصف ويليق به أن نقول عنه القضاء المصرى.
عندما فاجأنى الخبر الجميل تمنيت لو أن الأستاذ، كان بيننا ليستقبل معنا خبر براءة أصغر أبنائه. ولأن المقادير ترتب نفسها فى صدف غريبة. فقد كان تاريخ رحيل الأستاذ 17 فبراير 2016، والحكم بالبراءة كان فى فبراير أيضاً، ولكن 2020. أيام قليلة تفصل بين الرحيل وحكم رد الاعتبار.
حملت الشروق عناوين مفرحة: بعد 8 سنوات فى ساحات المحاكم قضية التلاعب فى البورصة: براءة للجميع. ولهذه المناسبة المفرحة لنا جميعاً كتب حسن هيكل فى الصفحة الأخيرة من الجريدة، عدد الأحد 23 من فبراير 2020: بعد دقائق من براءته قضية البورصة وأنا.
كتبت الصحف:
- أسدلت أمس محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار خليل عمر، الستار على القضية المعروفة إعلامياً بالتلاعب فى البورصة. بعد 8 سنوات تقريباً من التحقيق والإجراءات القضائية. وتداول تقارير الخبراء. وتغير تشكيلات الدوائر. حيث قضت ببراءة جميع المتهمين فى القضية. ومن بينهم حسن هيكل.
أعود لما كتبه حسن هيكل. بعد أن يستعرض تفاصيل القضية يصف المشهد الأخير هكذا. ويبدو أنه ورث القدرة على الكتابة من والده أهم من كتب للصحافة المصرية والعربية والعالمية فى القرن العشرين:
- كانت الجلسة الأولى هى الأصعب. حيث أن قراراً ما يتم عمله بشأنى هو قرار المحكمة. لأنى أتبع لها وليس للنيابة. اللفظ القانونى هو أننى فى حوزتها. كانت الاحتمالات كلها واردة. سألنى القاضى: لماذا عُدت؟ "فهذا لم يحدث من قبل". فقلت له حرفياً: لأكون بجانب والدى فى اللحظات الحرجة. "ولم أستطع أن أقول لفظاً أكبر" وأن أكون مع العائلة فى تلك الفترة. قرر القاضى رفع الجلسة. ثم عاد بعدها بدون أن تصرف قِبَلى. ونشأ عن ذلك حالة فريدة وهى أننى لم أُمنع من السفر.
يستطرد حسن هيكل:
- كنت أسافر وأعود لأحضر الجلسات لمدة أربع سنوات بما فيها جلسة تم حبسنا فيها على ذمة القضية فى واقعة غريبة. وحضرت جلسات بعدها. وجاء فى حيثيات الحكم أن السيد حسن محمد حسنين هيكل، لم يشغل أى وظيفة تنفيذية بالبنك الوطنى المركزى. ولم يكن عضواً بمجلس إدارة البنك. إن المذكور لم يتعامل على أسهم البنك الوطنى المصرى بيعاً أو شراءاً خلال الفترة محل الفحص. ولم يحصل على منفعة لنفسه من تعامل هيرمس على الأسهم.
لا أقول مبروك لحسن وحده. لكن لمن شاركوه الأيام العصيبة. السيدة هدايت تيمور، والدة حسن. والدكتور أحمد، والدكتور على. أما حسن، وكنت أعرف المكانة التى كان يحتلها فى قلب الوالد. وأيضاً الآلام التى حرص الرجل الكبير على أن يحتفظ بها لنفسه. أقول لحسن: ما أسهل أن يبدأ الإنسان من جديد. وهو ما ننتظره نحن جميعاً منه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة