السبت، 07 مارس 2020 - 02:06 م

شارك أسامة هيكل وزير الدولة للإعلام، في "المنتدى العالمي للاتصال الحكومي" تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي يهدف إلى الارتقاء بمستوى الاتصال الحكومي وفقا لأفضل المعايير العالمية في الرابع والخامس من مارس الجاري في "إكسبو الشارقة" بحضور 64 شخصية من كبار قادة الرأي، ونخبة من الخبراء يمثلون 16 دولة حول العالم.

وأوضح هيكل أن من أبرز الممارسات التي تم مناقشتها، هي تجربة بناء سمعة الدولة والتي طرحها الرئيس الكولومبي السابق خوان سانتوس، الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2016، واختارته مجلة "تايم" مرتين ضمن قائمة "الشخصيات الـ 100 الأكثر تأثيراً في العالم".

وأكد أهمية التجربة التي استعرضتها إيرينا بوكوفا المدير السابق لليونسكو وهي "الاتصال عبر الثقافة كممكن للمجتمعات"، حيث أوضح أهمية مراعاة تطوير محتوى إعلامي مصري قادر على التواصل الفعال مع الأخر لا يعتمد فقط على العاطفة وإنما يراعي المنطقية ويخاطب العقل لكي يستطيع إعادة بناء جسور تواصل وثقه بيننا وبين الغرب.

و أشاد بمداخله الدكتور ميشيو كاكو، عالم الفيزياء النظرية والحاصل على جائزة نوبل، والذي يعد أهم علماء استشراف المستقبل في هذا العصر، حيث أوضح أن "التواصل الفعال هو الوسيلة القادمة لتحرير قوى العقل الذى يعد أساس تنافسيه الدول في المستقبل"، قائلا ان الوقت الذي تتسابق دول العالم على التسلح بآليات الثورة الصناعية الرابعة، قام كاكو بالكشف عن أسرار الثورة الصناعية الخامسة وهي "ثورة العقل وآفاقه المقبلة"، فأن مستقبل الانترنت الأفتراضي، سينتقل إلى الانترنت العقلي، حيث ستصبح شبكة العقل قادره على التواصل ونقل المعلومات بسرعة وكفاءة أكثر من الموجودة حالياُ، وهذا ما وصلت إليه الأبحاث التي بنيت على العلاقة المتطورة بين علم الأعصاب و الفيزياء، حيث أصبح من الممكن تحميل كل ما يدور في داخل المخ من أفكار ومشاعر على جهاز الكمبيوتر، وإرسال هذه الأفكار و المشاعر إلي أي مكان.

وتابع: أن الفرق بين الدول الغنية والدول الفقيرة في المستقبل سوف يتحدد على مدى قدرة الدول على تطوير العقل الجمعي للمجتمع وتطوير وسائل التواصل بين الحكومة والشعب، فالمجتمعات التي ستمتلك هذه القوة هي التي ستستطيع تشكيل مستقبل واع والوصول إليه بثقة وجدارة.

وقال هيكل: إننا أن لم نستطيع في ظل تحديات المستقبل ان نطور خطة مصرية وطنية للاتصال تستشرف المستقبل، سوف نصبح بالتأكيد جزء من خطة الأخر.

كما أشاد بنموذج الفنان المسؤول مجتمعيا الذي جسدته الفنانة الهندية الشابة بريانكا تشوبرا من خلال مشاركتها في المنتدى، حيث تم تصنفها ضمن أكثر 100 شخصية مؤثرة في عام 2016، واختيرت أيضاً في عام 2018 ضمن قائمة فوربس لأقوى النساء نفوذاً في العالم.

وهي أول ممثلة من أصل هندي تمثل دور البطولة في مسلسل درامي تلفزيوني أمريكي، حيث تسخر نجوميتها من أجل الخير، فهي سفيرة عالمية للنوايا الحسنة لدى "اليونيسيف"، وحصلت في ديسمبر الماضي على جائزة "داني كاي الإنسانية المرموقة"، كما تشارك في عدد من البرامج التي تهدف إلى حماية حقوق الأطفال وتعزيز تعليم الفتيات في جميع أنحاء العالم، ولها مؤسسة خيرية للصحة والتعليم تحمل اسمها.

وأكد هيكل أن نجوميتها العالمية المتنامية هي نموذج لتأثير الثورة الرقمية وظاهرة تلفاز الإنترنت على زيادة الوعي العالمي العابر للثقافات. فالفن الجيد والهادف والقادر على تقديم قيمة حقيقة للمجتمع هو الوحيد الذي لديه القدرة على البقاء والاستدامة. فمع تنامي سلطة الأفراد على اختيار المحتوى الذي يريده وتنوع قنوات تقديمه أصبح المنع استحاله، واختلف تماما دور وزير الأعلام من كونه يملك ويحكم، حيث أصبح هناك هيئات منوط بها العمل التشغيلي إلى دور تنظيمي وتنسيقي ووضع سياسات استراتيجية لصناعة الأعلام. وهذا ما تستعد له الوزارة حاليا بتطوير مسرعات وإنشاء حاضنات أعمال لدعم الموهوبين القادرين على تطوير محتوى إيجابي ومؤثر وداعم لخطة الدولة خارج المنظومة التقليدية. فعندما نتحدث عن الأعلام نتحدث عن التأثر، فالمحتوى الغير قادر على التأثير الفعال لم يعد ليه رفاهية البقاء، وسيختفي مع الانفتاح المعرفي الذي ستتيحه آليات الثورة الصناعية الرابعة من الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء.

وفي مداخلته أشار الوزير إلى الدور الذي يلعبه الاتصال الحكومي في تحسين صورة الدول وتشكيل مستقبل تنميتها المستدامة من الجانب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

وأوضح الخطوات التي يجب اتخاذها لرسم خارطة طريق نحو حكومة أكثر تواصلا واستجابة مع الجمهور. ووضح أن المهمة الذي يركز عليها حاليا في الوزارة هي إعادة وضع نظام مطور لتقييم أداء الاتصال الحكومي المصري وبناء قدرات العاملين به، فما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته ولا تطويره.

وأضاف أن الهدف الحقيقي من الاتصال الحكومي الذي تركز عليه الوزارة هو تطوير وعي الإنسان المصري وحسة بالمسؤولية المجتمعية بحيث ينظر إلى مصالحه الخاصة كجزء من المصلحة العامة، تتكامل معها ولا تتعارض، وهذا لا يتحقق إلا من خلال وضع خطط اتصال تتناسب مع متطلبات العصر الحديث، وتكون موجهة لكل فئات المجتمع باختلاف احتياجاتها وثقافتها، وتسهم في تحويل الممارسات المطلوبة لدعم القضايا الوطنية إلى منظومة سلوك فردي وعام، يتمكن خلالها كل فرد من أفراد المجتمع معرفة دوره في دعمها.