من «الشماتة في الموت» لـ«الخناقات البذيئة»| منظومة الأخلاق «في خطر».. وخبراء: هكذا نحمي المجتمع
من «الشماتة في الموت» لـ«الخناقات البذيئة»| منظومة الأخلاق «في خطر».. وخبراء: هكذا نحمي المجتمع


من «الشماتة في الموت» لـ«الخناقات».. منظومة الأخلاق في خطر

نشوة حميدة

السبت، 07 مارس 2020 - 02:57 م

- البرلماني «فرج عامر» يتقدم بمشروع قانون لسجن صاحب «اللفظ الخادش» 3 سنوات بدلًا من غرامة 500 جنيه.. ويؤكد: «مصلحة أدبية للجميع»

- أستاذة علم اجتماع ترد: أغاني المهرجانات الهابطة ومعارك الرياضين «السبب».. والعودة إلى منظومة الألفاظ الذهبية «الحل»

- وخبيرة: وجود قرارات إجرائية للتطبيق «ضروري».. وتدريس مادة الأخلاق «الأهم»

 

«اللي جاي خناقة مبارك ينفع نترحم عليه ولا لأ ييجي كده، واللى جاي خناقة مجدي يعقوب هيدخل الجنة ولا لأ يجي كده، واللى جاي خناقة الأهلي والزمالك يجي كده، واللي جاي خناقة حسن شاكوش وعمر كمال يجي كده».. باتت هذه المنشورات التي تحمل الشماتة والكلمات البذيئة حديث السوشيال ميديا خلال الأسبوع الأخير، حيث انتشرت بشكل فج وصاحبتها تعليقات خارجة عن الذوق العام يستخدمها الكبير والصغير بشكل كبير، ما أثار غضب المجتمع.

 

مشروع قانون اللفظ الخادش

وفي خضم هذا الصراع الفيسبوكي، تقدم النائب فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بالبرلمان، بمشروع قانون لتعديل قانون العقوبات يكون فيه عقوبة اللفظ الخادش من سنة إلى 3 سنوات سجن وجوبي بدلا من 500 جنيه العقوبة الحالية، موضحًا خلال تقدمة بمشروع القانون أن أغاني المهرجانات بها ألفاظ لا يجب أن تقال بالإضافة للانحدار الثقافي واللغوي وانحدار وإسفاف كبير للغة التي تربينا عليها ونشأنا عليها، وغياب الثقافة وترك المجال للإسفاف، وأصبحنا نردد هذه الأغاني وبدأنا نشجع عدد منهم فبدأت تنتشر في المجتمع وللأسف ستتحول إلى لغة سائدة على المجتمع.

                

سجن وغرامة

وتواصلت «بوابة أخبار اليوم» مع النائب فرج عامر، فأكد أنه ليس لدي مشكلة من أي عمل فني ولكنه يطالب بتطبيق المادة 34 بالدستور بنمع تداول الألفاظ الخادشة للحياء، كما شدد على تعديل المادة 76 في قانون العقوبات، بتغليظ العقوبة على متداول الشتائم والسب والقذٌق.

وأكد «عامر» أنه تقدم منذ 3 سنوات ببلاغ ضد مطربين شعبيين يستخدمون ألفاظا صارخة في أغانيهم، مردفًا: «أنا لست ضد أي شخص، لكني ضد السب والقذف بكل أشكاله، لذا طالبت في مقترحي برفع العقوبة لـ 3 سنوات سجن، وغرامة تزيد عن 5 آلاف، أو السجن سنة، لأن العقوبة الحالية غير مُجدية، فى تتعدى غرامة 500 جنيه فقط».

 

التفاف برلماني

وكشف «عامر» عن استجابة واسعة من النواب لهذا المقترح والتفاف حوله، وذلك بعد عدة وقائع شهدها المجتمع المصري تعكس حالة الإسفاف والشماتة والتقليل من القيم والأخلاق والرموز المصرية، موضحًا أن هذا المقترح يعد بمثابة مصلحة أدبية كبرى، فيجب أن نقف ضد أي شخص يسيء للمجتمع وللقيم.

وعن مستقبل المقترح، قال «عامر»: أتوقع تنفيذه بعد التفاف النواب عليه، مبررًا الوضع سيء للغاية، موجها رسالة للمجتمع المصري، قائلا: «يجب أن نظهر بمظهر حضاري راقي، وكذلك الالتزام بقيم والمجتمع والبعد عن الإسفاف بكل أشكاله».

 

الألفاظ الذهبية

وعلى صعيد المناقشة الاجتماعية، علقت الدكتور سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، قائلة: إن هذا التحرك البرلماني تأخر كثيرًا، متمنية تطبيقه بشكل رسمي في أسرع وقت ممكن.

وقالت «خضر» في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن مباراة الأهلي والزمالك في نهائي السوبر التي عقدت في دولة الإمارات العربية الشقيقة، وما تبعها من خلفيات المباراة، شهدت نوع من الإنحطاط الأخلاقي من قبل عدد من لاعبي الفريقين، والخروج عن الروح الرياضية والأخلاق المصرية الأصيلة التي تميز الشعب المصري عن أي شعب أخر، موضحة أن المباراة خلفت حالة من خيبة الأمل في المجتمع المصري.

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع أن العقاب الذي صدر من اتحاد الكرة تجاه اللاعبين يعتبر رادعًا قويًا ضد من تسول له نفسه افتعال المشكلات وتبادل الشتائم داخل الملاعب على اعتبار أن الرياضة تسمو بالروح وتقوي الأخلاق ولا تؤدي إلى فوضى أخلاققية.

 

الفن الشعبي

وعلى صعيد الفن الشعبي، ذكرت «خضر» أن النوع الهابط من الفن الشعبي أصبح الأكثر شهرة وشيوعًا خلال الفترة الحالية، وتخلل إلى عقل الصغير قبل الكبير، وخاصة المراهقين والشباب وأصبح يفرض نفسه على كل بيت مصري على الرغم من احتوائه على شتائم وألفاظ إباحية تشوه الذوق العام وتدعم السب والقذف والإسفاف.

وشددت أستاذة علم الاجتماع على ضرورة العودة إلى استخدام الألفاظ الذهبية وهي: «آسف، من فضلك، أرجوك، شكرًا» التي تميز المصريين عن غيرهم، وبالتالي تدعم ثقافة المحبة والذوق الحميد والأخلاق الحسنة، وكذلك الثقافة الاجتماعية وتقاليد ديننا الحنيف ومجتماعاتنا الشرقية، لافتة إلى أن الارتقاء بمنظومة الأخلاق المصرية الأصيلة التي كان العالم كله يحسدنا عليها.

 

تدريس الأخلاق

أما الدكتور هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، فأيدت هذا المقترح بشدة لكنها شددت على أهمية وجود قرارات إجرائية للتطبيق الفعلي على أمر الواقع، مؤكدة أن تفعيله بالقانون ووضع أطر سهلة لتطبيقه، متوقعة قلة حالة التربص والشتائم والسب والقذف في حالة تطبيقه على الفور.

ودللت «منصور» حديثها بأبيات الشاعر أحمد شوقي: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلًا، صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوّم النفس بالأخلاق تستقم»، موضحة أنه من المهم وجود حالة لتحسين الذوق العام في المجتمع، لأن من آمن العقاب أساء الأدب.

وذكرت أستاذة علم الاجتماع لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن من المهم أيضًا سرعة تنفيذ قرار وزير التربية والتعليم بتدريس مادة عن الأخلاق، إلى جانب مادة التربية الدينية، بحيث تتضمن الحديث عن الأخلاق والمعاملات والصفات الحسنة بين الأديان مثل احترام الآخر وعدم التمييز والأمانة والصدق وغيرها، موضحة أن كل هذا يساهم في الارتقاء بالمنظومة الأخلاق التي انحدرت كثيرًا، وانعكس ذلك في الرياضة والأعمال التلفزيونية والدراما ووصل الأمر إلى حالات التراشق على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة «فيس بوك».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة