خالد رزق
خالد رزق


مشوار

عودة إلى سينما أوحشتنا

خالد رزق

السبت، 07 مارس 2020 - 05:24 م

أسعدنى تكريم مهرجان المركز الكاثوليكى فى دورته الأخيرة للمخرج الكبير الرائع عمر عبد العزيز صاحب التاريخ السينمائى والدرامى الطويل المهم، وأسعدنى أكثر ما قاله مخرجنا عن عودته وعدد من أبناء جيله بينهم المبدع الجميل هانى لاشين للإخراج السينمائى بعد توقف لنحو عقد من الزمان لظروف تتصل بالمناخ العام وشح الإنتاج السينمائى خلال هذه الأعوام والذى بدأ فى التحسن خلال العام الأخير الذى شهد إنتاج ما يتجاوز 25 فيلماً بينها الفيل الأزرق 2 وهو الفيلم الأعلى إيراداً فى تاريخ السينما المصرية.. عودة الثنائى عمر ولاشين وغيرهما من أبناء هذا الجيل الذهبى من المخرجين يؤشر إلى انتباهة وصحوة فنية جديدة لسينما خالفت كل الدنيا وانصرفت عن أنجب عقولها وخبراتها الإبداعية على العكس من صناعة السينما العالمية التى لم تفارق إنتاجياً مخرجيها الكبار، فإذا كنت من عشاق السينما كما كاتب هذه السطور فلك أن تتخيل حال سينما خالية إخراجياً من مبدعين كبار كفرانسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيزى وودى آلن وستانلى كيوبرك وغيرهم من الأكثر إبداعاً فى تاريخ الفن السابع، لمجرد أن جيلا جديدا محدود الخبرة مشوه الوعى فى أكثره وأقرب استجابة لضغوط الإنتاج طفا على السطح.
السينما التى صنعها هذا الجيل العبقرى عمر ولاشين وزملاؤهما كداود عبد السلام والراحلين عاطف الطيب ومحمد خان بكل أشكالها الواقعية والتراجيدية والكوميدية، سينما سمت بالذوق الفنى وارتقت بالوعى الجمعى، وعودة مخرجيها الكبار وسط غث كثير وجيد نادر هى حاجة اجتماعية وثقافية ملحة بعد طغيان سينما القبح والبلطجة واللامضمون.
وإذا كانت الشكوى من رداءة المحتوى الفكرى والمستوى الفنى صارت عامة، ومع سيطرة جهات إنتاج منشغلة بالرخص وتسوق الترخص على حساب كل الأشياء، فلابد أن تتدخل الدولة من خلال وزارة الثقافة بصناديقها المختلفة لدعم إنتاج أعمال مخرجينا الكبار والتدخل المقصود هنا لا يقترب من المحتوى بصورة من الصور فمبدعونا هم ضمير الوطن وهم من يصنعون الوعى ولا فن حقيقيا تحت وصاية.
أعيدوا لنا سينما افتقدناها.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة