مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

يعقوب صنوع

مؤمن خليفة

السبت، 07 مارس 2020 - 05:29 م

سيظل يعقوب صنوع «أبو نظارة» يثير جدلا كبيرا لكل دارسى المسرح فى مصر.. فنشأة المسرح المصرى كان له دور كبير فيها وهو من الرواد الذين تركوا بصمة لا يمحوها الزمن.. وما زلت أتذكر العزيزة الناقدة الكبيرة وأستاذة المسرح التى قل أن يجود الزمن بمثلها الدكتورة نهاد صليحة وهى تدرس لنا تاريخ المسرح المصرى والدور الكبير الذى لعبه صنوع فى تأسيس هذا الفن والظروف المواتية له فى ذلك الوقت وأهمها صعود الخديوى إسماعيل إلى الحكم وولعه بتقليد الأوربيين خاصة فرنسا التى أتقن لغتها وعاش فيها ومحاولاته لنقل هذا الفن إلى مصر.. كان ذلك فى عام 1998 فى المعهد العالى للنقد الفنى.. كنا مجموعة من محبى المسرح ودارسيه تخرجوا من الجامعات فى تخصصات مختلفة وجمعنا حب المسرح وكانت الدراسة فرصة عظيمة للاطلاع على فنون الأوبرا الرفيعة ودرر المسرح العالمى وفنون السينما بما تحويه من سحر الشاشة الذهبية.
وقبل نحو شهر أصدرت الدكتورة نجوى عانوس أستاذ النقد الأدبى الحديث بجامعة الزقازيق كتابا بعنوان «مسرح يعقوب صنوع» يعد من الكتب المهمة للغاية فى تأريخ دور هذا الرجل فى صناعة المسرح فى مصر.. وهذا الكتاب هو الطبعة الثانية من كتابها الأول عن صنوع الذى قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بطباعته عام 1984 وخصصته فى دراسة مسرحيات يعقوب صنوع التى نشرها الدكتور محمد يوسف نجم وأضافت إليه دراسة مسرحية «الزوج الخائن» التى كتبها صنوع باللغة الإيطالية عام 1876.. ثم عادت الدكتورة نجوى عانوس وأصدرت كتابها الثانى عن صنوع تحت عنوان: «اللعبات التياترية» عام 1987 جمعت وحققت فيه مسرحيات صنوع الصحفية المصورة وغير المصورة التى أطلق عليها اللعبات التياترية المنشورة فى مجلة أبو نظارة.. ثم أصدرت كتابا ثالثا عن صنوع تحت عنوان «يعقوب صنوع رائد المسرح المصرى ومسرحياته المجهولة» وخصصت قسمه الأول لدراسة المغالطات التى دارت حول ريادة صنوع للمسرح المصرى وأفردت الفصل الأول لدراسة عالمه الفكرى والثانى لدراسة عالم يعقوب صنوع فى لعباته التياترية كما خصصت القسم الثانى فى تقديم النصوص المجهولة لصنوع.
لم تأت هذه الدراسات من فراغ فالهدف هو تأصيل تراث مسرحنا المصرى أقدم الفنون فى المنطقة العربية وكانت مصر صاحبة الريادة فيه ومؤسسته.
والكتاب الجديد قسمته الدكتورة نجوى عانوس إلى تمهيد وأربعة فصول والتمهيد فى الظروف التى مهدت وساعدت على ظهور فن المسرح وتحدثت عن المنشد أو شاعر الربابة والمحدث والحكواتى وخيال الظل والأراجوز ومسرح الأسواق والشوارع والأفراح وكيف أسهم المسرح الغربى الوافد فى تهيئة البيئة العربية لنشأة المسرح.. وجاء الفصل الأول فيه ليقدم عرضا تاريخيا لحياة يعقوب صنوع ومسرحه والثانى تحت عنوان: تحقيق وتصنيف موضوعى لما كتبه صنوع تحت اسم الدراما والثالث المصادر الفنية لمسرح صنوع الشعبية والغربية والرابع قدمت فيه دراسة فنية لمسرح صنوع.
هذا الكتاب له قيمة كبيرة للغاية لكل دارسى المسرح المصرى لأهميته فى كشف النقاب عن هذا الرجل وكأنك لم تكن تعرفه من قبل.. وفى كل الأحوال فإن صنوع كان صاحب الفضل الأول فى تأسيس هذا النوع من الفن الذى لم تكن مصر تعرفه من قبله فقد درس المسرح فى إيطاليا.. وكان لعصر الخديوى إسماعيل وجه إيجابى فى نقل المسرح الأوروبى إلى مصر لأول مرة فى تاريخها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة