جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

الدولار الأمريكى فى الحجر الصحى!

جلال عارف

السبت، 07 مارس 2020 - 05:52 م

بسرعة.. يغير الرئيس الأمريكى ترامب موقفه من خطر «كورونا». وبعد أن كان فى البداية يستخف بالأمر، أصبح الآن مهموما به. طلب اعتماداً إضافياً بأكثر من ثمانية مليارات دولار لمواجهة الموقف، واعترف بتأثير الوباء على الاقتصاد. وبدأ يتحسب للأسوأ خاصة أن موضوع الرعاية الصحية يحتل مكانا بارزاً فى برنامج المرشحين الديمقراطيين وخاصة «ساندرز» وأن الانتقادات تتزايد لموقفه المعارض للتوسع فى التأمين الصحى المدعوم من الدولة الذى تبناه الديمقراطيون فى عهد أوباما.
يحاول الرئيس ترامب أن يبدو متشدداً فى مواجهة الموقف، يقول إنه مع بقاء ركاب سفينة موبوءة وتطبيق الحجر عليهم داخل السفينة خوفا من زيادة انتشار الفيروس، ولكنه يترك الوباء فى النهاية للمختصين وللظروف التى قد تحتم نقلهم إلى حيث تتوافر رعاية أفضل.
وينتهز ترامب الفرصة ليدافع عن سياساته ضد الهجرة لأمريكا ومع إقامة الجدار العازل مع جيرانها، على اعتبار أن هذه الإجراءات ساهمت فى التقليل من مخاطر الأوبئة ومنها «كورونا». لا يهتم بالجانب العنصرى فى حديثه فهو يخاطب جمهوره الذى يشاركه فى توجهاته الأساسية رغم أى اتهامات توجه له.
أثناء ذلك تمضى أمريكا بكل امكانياتها فى تشديد إجراءات الوقاية وجهود البحث عن علاج للفيروس. آخر هذه الإجراءات كانت بخصوص الحجر الصحى على الدولار (!!). حيث قرر البنك المركزى الأمريكى أن ترسل أوراق العملة الأمريكية العائدة بعد استخدامها فى دول آسيا لتبقى محتجزة من أسبوع إلى شهرين قبل التعامل معها. وذلك كإجراء وقائى يمكن أن يمتد ليشمل دولاً أخرى.
أمريكا ليست وحدها فى هذا المجال. فى الأيام الماضية اتخذت كل من الصين وكوريا الجنوبية حيث الانتشار الأكبر للفيروس إجراءات مماثلة.
أحد النتائج المحتملة لأزمة «كورونا» أن يتقلص تداول العملة مباشرة بالأيدى لأقصى حد، وأن يسود التعامل الإلكترونى فى الحياة اليومية. وحتى يحدث ذلك، فلنحسن التعامل مع الأوراق المالية، وليكن غسيل الأيدى المتكرر عادة لا تنقطع. سلمت مصر من كل شر.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة