د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

السعى على اليتامى

محمد حسن البنا

السبت، 07 مارس 2020 - 06:17 م

القارئ المثقف نعمة، لأنه يزيد من معلوماتى ويضيف إلىَّ، وينشط ذاكرتى. وقد رزقنى الله بالعديد من القراء المثقفين، الفاهمين لمجريات الاحداث، المتسلحين بخلفية تاريخية تنعش ذاكرتهم وبالتالى ذاكرتنا، من هؤلاء القارئ العزيز علاء محمد حسين الشريف من صدفا - بمحافظة أسيوط. تلقيت منه رسالة تعليقا على من يدعون أن تعليق الطواف بالكعبة المشرفة نتيجة لكثرة ذنوب المسلمين!
يقول فى رسالته: أكتب لكم بعد انتشار أصوات الغربان التى تنعق فى سماء ملبدة بالغيوم، وأن سبب توقف الطواف فى الحرم مؤقتًا - كما يدعى البعض - يرجع لكثرة ذنوبنا ، وأنها سابقة تحدث لأول مرة فى التاريخ! نعم ذنوبنا كُثر ، ولكن لم تكن المرة الأولى التى توقف الطواف فيها، فلقد توقف الطواف عدة مرات على مر التاريخ أشهرها: فى عام 317 هجرية حادثة «القرامطة»، أخطر فرقة من الشيعة، منعوا الحج عشرة أعوام ، وقتلوا الحجاج على جدران الكعبة ، وسرقوا الحجر الأسود عشرين عامًا. وفى عام 1814م توقف الحج بسبب «الطاعون»، فلقد مات نحو 8 آلاف شخص فى بلاد الحجاز بسبب الطاعون. وفى عام 1883 تفشى داء الكوليرا فتوقف الحج فى تلك السنة، حيث قُتل العديد من الحجاج. وفى عام 1979 توقف الطواف داخل الحرم المكى بسبب فتنة جهيمان العتيبى والمهدى المنتظر- وكلنا يتذكر هذا الحادث المؤسف - واستمر التوقف لمدة 15 يومًا، وقُتل فيها الكثير. وفى عام 2017 توقف الطواف حول الكعبة لعدة ساعات بسبب الزحام الشديد، وكان ذلك فى شهر رمضان. وقد توقف الطواف عدة مرات بسبب الفيضانات والسيول. وأخيرًا ما فعلته السلطات السعودية فى يوم الـخامس من مارس الحالى توقف الطواف حول الكعبة وإغلاق الحرمين الشريفين كإجراء احترازى ، بسبب وباء فيروس كورونا وخوفًا من انتشاره.
وأقول لمن لم يطف بالبيت العتيق هذا العام فليطف على الفقراء والمساكين، ولمن لم يسع بالصفا والمروة فليسع على اليتامى والأرامل، ولمن لم يشرب ويتوضأ بماء زمزم فليغسل قلبه من الحقد والضغائن فهذا خير ألف مرة من عمرة أو حج يشوبهما الرياء والنفاق.
دعاء: اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة