حسام العادلى
حسام العادلى


قضية ورأى

لماذا متحف العريش القومى؟

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 08 مارس 2020 - 05:40 م

حسام العادلى

تزامنًا مع مهاجمة العناصر التكفيرية للجيش فى سيناء، حاولت مرارًا تدمير متحف العريش القومى وسرقة محتوياته، والمسألة هنا ليست عداء الجماعات التكفيرية للثقافة والإنسانية بقدر ما أنّ تلك الجماعات - والتى لا تتحرك إلّا بتوجيهات من أجهزة المخابرات المعادية - تدرك تمامًا الأهمية الاستراتيجية والسياسية لمتحف العريش القومى تحديدًا؛ فقد ارتبط المتحف بموقعه ومقتنياته وخرائطه النادرة بالتأكيد على الهوية المصرية الخالصة لأرض سيناء فى جميع الحقب التاريخية. وليس من المصادفة أن تتطابق الممارسات العدوانية للجماعات التكفيرية تجاه المتحف مع اجتراء الجيش الإسرائيلى على التراث المصرى القديم فى شبه جزيرة سيناء حال غصبه للأرض فيما بين حرب ١٩٦٧ وبين انتصار أكتوبر؛ إذ تولى ملف الآثار فى سيناء موشى ديان (وزير الدفاع الإسرائيلى وقتها)، وسرق آلاف القطع الأثرية وأجرى أعمال التنقيب والحفر الأثرى اللامشروع فى سيناء بأسرها ثُم تدمير المواقع الأثرية تمامًا بعد السرقة لمحو معالمها؛ قام الصهاينة بأبحاثٍ تاريخية على المسروقات الأثرية كمحاولة منهم لتزييف الحقائق التاريخية بما يتلاءم مع الشخصية الإسرائيلية، ولمّا استردت الدولة المصرية فيما بعد غالبية القطع الأثرية التى نهبها الجيش الإسرائيلى خصصت لها قاعة ضخمة فى متحف العريش القومى. يمثل الحفاظ على التراث ودراسته بالنسبة لمصر أهمية كبرى؛ كونها أقدم دولة لها حدود سياسية وجغرافية معروفة تمتد من النوبة جنوبًا حتى سيناء شرقًا، وعليه فالحالة المصرية الفريدة لا تنفصل فيها الخريطة السياسية عن الخريطة السياحية وتمثل ثقافة الهوية لها درعًا مهمة، ومن ثم فإنشاء المتاحف التوثيقية الكبرى تأتى ضمن الأهداف الإستراتيجية للدولة المصرية؛ ومؤخرًا تم إنشاء المتحف المصرى الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة؛ وفى ١٢ فبراير الماضى أصدر البرلمان القانون رقم ٩ لسنة ٢٠٢٠ ليمنحه شخصية اعتبارية وينظم أعماله استعدادا لافتتاحه. المتحف المصرى الكبير هو أضخم متحف فى العالم متخصص فى الآثار الفرعونية، يحوى أكثر من مائة ألف قطعة أثرية، وبمثابة مختبر آثارى عملاق لدراسة وتطوير كل ما يتعلق بعلم المصريّات، ودعما لاستراتيجية الأمن القومى فى سيناء نتمنى أن نرى متحف العريش القومى صرحًا - استراتيجيًا سيناويًا - عملاقًا فوق أرض سيناء ومماثلًا للمتحف المصرى الكبير.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة