محمد السيد عيد
محمد السيد عيد


الوصل والفصل

مركز مبارك للدراسات

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 08 مارس 2020 - 05:47 م

محمد السيد عيد

 

مات مبارك، وكلنا سنموت، وسبحان من له الدوام. مات بعد أن حكم مصر ثلاثين عاماً، وسجل له التاريخ أنه صاحب ثانى أطول فترة حكم فى العصر الحديث، بعد محمد علي، الذى حكم مصر ثلاثة وأربعين عاماً، ولم يأت حاكم بعده يصمد أمام الموت، أو الخلع، مثل هذه المدة. ولست أريد فى هذا المقال أن أحكم لصالح مبارك أو ضده، بل أريد أن أقدم اقتراحاً محدداً يمكن أن يكون مفيداً عند كتابة تاريخ هذه الفترة.
اقتراحى ببساطة هو إنشاء مركز للدراسات، يختص بفترة حكم مبارك، ويضم قراراته، ومذكراته، وتسجيلاته الصوتية، والمرئية، والكتب التى تصدر عنه فى مصر والخارج، وخطبه، وما قيل عنه، والوثائق المسموح بنشرها فى ضوء قانون الوثائق المصرى، والوثائق المتاحة من أرشيفات الدول الأخرى، بحيث يكون هذا المركز جهة مرجعية لكل ما يتعلق بمبارك، سواءٌ أكان سياسياً، أم اقتصادياً، أم اجتماعياً، أم غير ذلك. وهذا المركز ليس المقصود به تكريم مبارك، ولا الرغبة فى كشف عيوبه، بل المقصود به التعرف الدقيق على فترة تمتد لثلاثين عاماً من عمر مصر.
لقد قال مبارك فى خطبته الشهيرة فى فبراير 2011 إن التاريخ سيحكم بما له وما عليه، وهذه حقيقة، وهذا المركز يمكن أن يكون هو الوسيلة لمعرفة ما لمبارك وما عليه بشكل علمي. وليتنا نأخذ بهذا الاقتراح فيما يتعلق بجميع رؤسائنا. حتى تكون هذه المراكز المتخصصة وسيلة من وسائل كتابة تاريخ مصر كتابة صحيحة. إن وسائل التواصل الاجتماعى الآن تفيض بالكتابات مع وضد مبارك، والإخوان بالتحديد ينطلقون من منطلق الشماتة، ومع أن مبارك هو الحاكم الوحيد الذى أعطاهم ثمانية وثمانين مقعداً فى مجلس الشعب إلا أنهم يرون أن ماحدث معه كان مختلفاً عما حدث مع محمد مرسي، وبالتالى فهم يصلونه ناراً حامية، هو والسيسى معاً، لأنه هو الذى أتاح الفرصة لتكريمه بعد موته. لكن كل هذا الكلام سيضيع مع الزمن، ولن يبقى سوى الدراسات الجادة التى تقول كلمة حق مع مبارك أو عليه.
ونقطة البداية لإنشاء هذا المركز هو تكوين لجنة علمية من أصحاب التخصصات المرتبطة بجوانب الحياة المصرية، لوضع تصور نظرى للمركز، ثم تحقيق التصور النظرى على أرض الواقع. إننى أقدم هذا الاقتراح لصالح مصر لا لصالح مبارك، وأرجو أن يجد من يهتم به.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة