جميل چورچ
جميل چورچ


رؤية شخصية

حوار مجتمعى مع د. نسرين البغدادى

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 08 مارس 2020 - 05:52 م

جميل چورچ

يسجل دفتر  أحوال الوطن الكثير من القضايا الحديثة والمتنوعة بدءاً من كشف الرقابة الادارية لقضايا الفساد وقتل الابناء والأمهات إلى الشائعات بكثافة نتيجة الهجمة الشرسة على البلاد من الخارج والداخل، وعودة ظاهرة التحرش داخل المدارس، واعتداء الطلاب على اساتذة الجامعات، وانتحار الشباب فى مختلف الأعمار، علاوة على انتشار المصطلحات السوقية، وأغانى التوك توك، واللقاءات التليفزيونية من غير المتخصصين فى القضايا.. وإلى وقت ليس ببعيد كان المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية يتصدى لهذه الظواهر ويقيم من أجلها المؤتمرات العلمية المتخصصة لكن دور المركز تلاشى.
وشاءت الظروف أن ألتقى بالدكتورة نسرين البغدادى الاستاذ بالمركز والرئيس السابق له.. كانت بداية الحوار عن اختفاء دور الاحزاب وعنها قالت من يناير ٢٠١١ وحتى الآن نرصد كثافة عدد الأحزاب والتحالفات والحركات، ورغم ذلك لا نلمس اهتماماً بهموم الوطن والمواطن.. وإذا سألت المواطن عن أحد الاسماء اللامعة على الساحة السياسية لا تجد بينما كانت السنوات من عام ٢٠١١و ٢٠١٤ سانحة لتكوين أحزاب سياسية قوية.
وفى الوقت الذى كنا نأمل فيه قيام الاعلام بمسئولياته الاجتماعية والمساهمة فى تنمية المجتمع وجدنا هجمة شرسة فى العديد من البرامج التى تتسم بالتسطح وإذهاب العقل، وقيام الفنانين بأدوار ليست من مواصفاتهم كمقدمى برامج، بل وجدناهم يستضيفون بعضهم البعض وإجراء حوارات تدور حول مواقفهم الحياتية والحديث عن شريك الحياة والاكل والطبخ، واصبحنا نجد كل القنوات نموذجاً واحداً، ولم نجد قناة يعمل بها اعلاميون على مستوى راق إلا نادراً للتصدى للتحديات التى تواجه الوطن والمواطن وتقترح الحلول، ومواكبة الخطاب الدينى والتمكين الاقتصادى، وإذا شاهدنا وجدنا الدعاة الجدد ومهمتهم تغييب عقل الشباب حتى أصبحنا نجنى اليوم ثمار آرائهم لذلك نقول لهم استقيموا يرحمكم الله.
أما الشائعات فهى ظاهرة اجتماعية تنتشر فى المجتمعات التى لا تتوافر لدى مواطنيها المعلومات وتتركهم الحكومات للتكهنات وتصاعد الشائعات كأحد الأسلحة المستخدمة فى الحروب فى محاولة للتأثير على الروح المعنوية، وهنا يقوم العدو باستخدام مقتطفات من تسجيلات حية يتم اجتزاؤها وتوظيفها فى إطار الموضوع الذى يحقق اهدافه خاصة فى المناطق التى ينتشر فيها الجهل والفقر.. وتستهدف إثارة الشائعات زعزعة السلام الاجتماعى ونشر الضغينة بين افراد المجتمع كما تعمل على تثبيط الهمم وتعطيل العمل وتراجع معدلات الانتاج ويجعل الوطن نهبا للأكاذيب.. ومن هنا أناشد كل مسئول التصدى فى عمله لأى شائعة بتقديم المعلومة الصحيحة وإقامة جسور الثقة المتبادلة ورصدها فى بدايتها ومحاصرتها.. والآن فى مصر يقوم مركز دعم اتخاذ القرار برصد أى شائعة وتوضيح حقيقتها وهو إجراء محمود.. وقد كانت الشائعات يتم تداولها فى السابق همساً ولكن الآن ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى  فى التعامل بها وانتشارها واصبح هناك متخصصون فى تزييف المعلومة واضافة ما يخدم أغراض أعداء الوطن.
وعن ظاهرة انتحار الشباب قالت الاستاذة الدكتورة نسرين البغدادى أن الظاهرة كما رصدها عالم الاجتماع اميل دور كايم وجدها ٤ انواع، وهى تعلو للعمر ١٥ عاماً و ٣٠ عاماً.. وذلك بسبب عامل اليأس والتقليد وانعدام الرقابة الأسرية والتعريف للأبناء من بداية العمر بأن الانتحار محرم فى جميع الشرائع.
ولكن بعض رجال الدين أشاروا إلى  أن المتحر ليس بكافر بسبب غياب العقل ودون ان يعلم ان النفس أمانة من عند الله ويأتى الخطاب الدينى ليؤكد حرمة قتل النفس ووصفها، بالخطيئة الكبرى التى لا يغفرها الخالق وعلى وسائل الاعلام والاسرة تأكيد ذلك.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة