جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

طريق وحيد للتوافق!!

جلال عارف

الأحد، 08 مارس 2020 - 07:13 م

أعتقد أن الاشقاء فى السودان سوف يصلون سريعا إلى الموقف الصحيح من أزمة سد النهضة، وأن الحقائق سوف تفرض نفسها على أى ظروف طارئة أو حسابات ضيقة، ولن يفيد فى شيء هنا محاولات إخفاء المخاطر التى يتعرض لها السودان بسبب الموقف الاثيوبى المتعنت فى قضية السد وهى مخاطر قد تتجاوز ما يهدد مصر فى حالة ـ لا قدر الله ـ أن إنهار جسم السد، وهو احتمال ترتفع الاصوات داخل السودان الشقيق بالتحذير منه ومن آثاره الكارثية على السودان.
وأعتقد أن كل ما تقوم به اثيوبيا من تصرفات يؤكد على شيء واحد وهو أن سوء النية هو ما يحكم موقف الجانب الأثيوبى منذ بداية الأزمة ولهذا كانت الصدمة حين وجدت اثيوبيا نفسها أمام الحل العادل المتوازن بشهادة موضوعية من البنك الدولى والولايات المتحدة، فكان هذا الارتباك فى الموقف الأثيوبى، وكان الكشف عن افتقاد الارادة السياسية فى التوافق الذى يحفظ مصالح كل الأطراف، وكان على العالم كله أن يرى الوجه الحقيقى للسياسة الاثيوبية فى هذه القضية بعد أن صل طريق المراوغة إلى نهايته.
لم يعد لدى اثيوبيا إلا هذا الموقف المتعنت والغطرسة الكاذبة التى تبدت أخيرا فى ردها على موقف الجامعة العربية المؤيد لموقف مصر، والمطالب باحترام المواثيق والقوانين الدولية وعدم الإضرار بالحقوق والمصالح المائية لمصر والسودان. لم تجد اثيوبيا فى مواجهة هذا الموقف الموضوعى الا ما وصفته الخارجية المصرية فى بيانها القوى بعدم اللياقة والافتقاد للدبلوماسية والانطواء على الإهانة غير المقبولة للجامعة العربية ودولها الاعضاء.
تجد أثيوبيا الجرأة للحديث عن العلاقات العربية ـ الإفريقية، وهى التى تريد الاعتداء على حقوق مصر فى مياه النيل وترفض الاتفاق الذى أعده الوسطاء المحايدون وتصر على إلحاق الضرر بشركائها فى مياه النيل الأزرق كما فعلت من قبل مع جيران أفارقة عانوا من سياساتها العدوانية وعدم احترامها للحقوق والمواثيق الدولية.
ورغم كل شىء.. أمامنا اتفاق عادل ومتوازن، ومازال هناك بعض الوقت للتوافق، وهناك حقيقة أساسية واحدة ونرجو ان تستوعبها اثيوبيا جيداً لن يكون هناك حل إلا ما يضمن الحقوق ويحقق مصالح الاطراف الثلاثة ويفتح آفاق التعاون بينها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة