نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جداً

مازال الأمر بأيدى وزارة الثقافة

نهاد عرفة

الإثنين، 09 مارس 2020 - 07:20 م

 

من الطبيعى أن تتأثر شخصية الفرد بالمناخ الثقافى والفنى والفكرى السائد فى المجتمع، وإذا كان الرافضون لقرار الفنان هانى شاكر نقيب الموسيقيين، الذى أتمنى ألا يتنازل عن قراره مهما كانت الضغوط، بمنع أغانى المهرجانات بكلماتها المسيئة وألحانها الفجة التى تصيبك بالصداع، بحجة المقارنة بين بعض الأغانى القليلة التى قدمها فنانون كبار أمثال محمد عبد الوهاب ومحمد فوزى وسيد درويش، وهيَ مقارنة غير منطقية من حيث الكلمات والألحان! والتى جاءت وسط كم كبير من أغنيات الطرب الأصيل، وكان منها ما يعبر عن مواقف داخل الأفلام السينمائية مثل أغنية يا مصطفى أنا باحبك يا مصطفى التى قدمها الراحل محمد فوزى فى أحد أفلام إسماعيل يس، فكيف يمكن المقارنة بين وقت كان الفنون بما فيها الموسيقى غذاء للروح والتكوين الفكرى والثقافى، وبين وقتنا هذا الذى ندرت فيه الفنون والألحان الأصيلة وأصبحت الموسيقى تتم صناعتها عن طريق برامح إلكترونية، خليط من التكنو والراب الغربى، مع إدخال صوت المؤدى عليها!.
ــ التفاعل البيولوجى لتكوين الشخصية والارتقاء بها يتكون بما يقدم لها من فنون وثقافة، وكانت قصور الثقافة منذ إنشائها عام 1945 وحتى سبعينيات القرن الماضى تساهم فى هذا التكوين منذ الصغر وتقوم برفع المستوى الثقافى وتوجيه الوعى القومى فى جميع أنواع الفنون، والتى تضاءل دورها وأغلقت أبوابها خلال العهود الأربعة السابقة بما سمح لأفلام المقاولات والأغانى الهابطة أن تغزو عقول أجيال متعاقبة، وهيَ الفترة التى توارت فيها الطبقة الوسطى التى كانت تؤثر ثقافياً فى المجتمع، مازال الأمر فى أيدى وزارة الثقافة لإحياء هذه الدور كما كانت فى كافة المحافظات والمدن والمراكز بجميع أنحاء الجمهورية، ويجب أن تنتهى حجة عدم وجود ميزانية تسمح بذلك، أهمية إعادة بناء قصور الثقافة وإحياؤها من صميم الحفاظ على الأمن القومى والسلمى والهوية القومية للمجتمع، توظيف جميع الفواعل الثقافية والفنية والفكرية الناشطة هوَ ما يجب أن تركز عليه وزارة الثقافة خلال هذه المرحلة للحفاظ على الذوق العام وخلق أجيال تقرأ وتفكر وتتمايل طرباً على الفنون الراقية، لا أن تقفز وتدبدب بأرجلها بعصبية على موسيقى صاخبة صادعة وأغنيات لا معنى لها انتشرت فى غفلة من الزمن وأفسدت الذوق العام!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة