سمير الجمل
سمير الجمل


يوميات الأخبار

طلاق «طعمية» هانم من المعلم «فول»!

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 09 مارس 2020 - 07:24 م

 

سمير الجمل

وأعلن عن رحلات مجانية إلى قصر «بابا غنوج» شاملة الإقامة وقضاء النهار بأكمله على شاطئ «طحينة» الساحر.

فجأة دبت فى البيت أقصد فى المطعم «حريقة».. وبعد عشرة العمر كله.. ركبت طعمية هانم دماغها.. وراسها وألف «قرص».. إلا أن يتم تطليقها من المعلم «فول».. وبصرف النظر عن توابع هذا الطلاق من تشريد وبهدلة العيال: «بصلة» و «لمونة» و «زيت» و «كمون» و «شطة».. وكما يقول أهل الأدب فيما يكتبون: كانت الأمور تجرى فى عادتها ومجراها حتى تلقت الست «طعمية» مكالمة من امرأة مجهولة قالت إنها فاعلة خير.. مع أن ما جاء فى المكالمة لا يمت بأدنى صلة من قريب أو بعيد لرائحة الخير، وانقلب حال «طعمية» على أثر ذلك وقد كانت خارجة من الطاسة ترقص وتغنى وتحمد الله على نجوميتها التى نافست فيها يسرا ومنى زكى.
ولأن أولاد الطعام «مخلوش» لأولاد الشراب حاجة.. عرفت الطعمية من المكالمة أن المعلم فول: قال إيه ماشى اللهم احفظنا مع الست «بطاطس» وينافس حبة عيال من دور أولاده مثل المايونيز والكاتشب فى مغازلة من غيرت اسمها إلى «شبسيه» تمشيا مع الموضة، وقالت بتاعة الخير إن الفول التقى مع بعض عائلة بطاطس ومنهم عمها المتحرر «شيبسي» وخالتها الرزينة العاقلة «صينية» وخالها «بوريه» حتى يطلبها بشكل رسمى لأن البطاطس لا تحب المشى البطال وقد رفضت ورق العرفى والتيك أواى لأنها بنت مزارع وتربت على طبلية أبيها.. رغم ما تعرضت له من متاعب ومشاكل حاولت أن تمس سمعتها فى الداخل والخارج.. باتهامها بأمراض صعبة اللهم احفظنا.. لكنها مؤخرا نجحت أن تسترد كرامتها وأن تسافر إلى كل حتة وحصلت على جواز خصوصى «دبلو غذائى» لا يحمله إلا الاكابر والسفراء حتى إنها فكرت أن ترشح نفسها للمجلس الأعلى للتحمير، ثم اكتشفت أن منافسها على مقعد الرئاسة مستر «بدنجان» يحاول أن يصل للمقعد بكل السبل بالمشروع وغير المشروع وقد لجأ فى دعايته إلى نجمة الاستعراض والدلع «مسقعة» وأعلن عن رحلات مجانية إلى قصر «بابا غنوج» شاملة الإقامة وقضاء النهار بأكمله على شاطئ «طحينة» الساحر.
ويقول الخبراء النفساوية أن طعمية هانم أعصابها شاطت فى الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع أسهم الست «فلافل» الدمشقية التى تتباهى فى كل مكان بأنها سليلة عائلة «حمص» باشا وابنة «بتولة هانم» وقد قالت عن طعمية أنها مكعبرة ومبططة بينما فلافل ممشوقة القد ويكفى أنها تشبه حلوى «الدونت» فى استدارتها والحلو يحب الحلو.
حديث الأطباق
المعلم فول تأثر بالطبع بحالة طعمية التى أصبحت أغلب الوقت لا هى على حامى ولا على بارد.. وهو صاحب مزاج يحب أن يرجع من «القدرة» إلى «طبقه» حيث يسكن فيجد المناخ المناسب للراحة.
ويبدو أن الفول هو الآخر فى حياته ما سبب له العصبى.. خاصة بعد ظهور أصناف جديدة فى الاسواق تهز عرشهما.. وقد أقبل ابناء الجيل الجديد عليها.. ويحملون اكياسها الملونة وبها أصابع صفراء يلتهمونها بشغف رغم رائحتها النفاذة المزعجة ويقال إنها أصابع مصنوعة من الجبن والله أعلم بأصلها وفصلها مع أن أغلبها يتم ولادته تحت بير السلم.. وهناك ايضا أكياس العجين التى يتم غمرها فى الماء الساخن ويسمونها «شعرية» وقال إيه بطعم الفراخ والكباب والكارى.. وكلها مواد صناعية ضررها أكثر من فوائدها لكن يبدو أننا دخلنا عصر «الرمرمة» فى الملبس والمأكل والمشرب.. والانسان ابن بيئته.. وقل لى ماذا تأكل أقول لك من أنت يا من تحولت حياته إلى أكياس يحاولون تجميلها بحملات الدعاية الصاخبة والضحك على عقول العيال هدايا فى الأكياس أغلبها من بلاستيك رخيص تم إعادة تدويره عشرات المرات.. وإعلاناتهم الفاحشة تقول للمراهق: اعمل اللى فى مزاجك/ ما تخليش حاجة توقفك/ خليك خارج عن السيطرة، ويضحك الفول كلما رأى هذه الاعلانات وقد صنع تاريخه بتعبه وشقاه وسمعته وبدون إعلان واحد يقول «تعالى فوّل.. وإياك تتحول»!!
وهنا تكشف طعمية عن محاولات المعلم فول فى الآونة الأخيرة أن يساير الجو.. وأن يتغير ويتلون مرة بالبيض والأخرى بالبسطرمة وحاول أن يتمسح فى اللحمة.. وبينما هى ظلت على حالها.. ولم تبدل ثوبها وتعيش فى صحن غير صحنها!!
فى محكمة الأحوال الغذائية
لم يكن أكثر العارفين بهذا الثنائى وارتباطهما الذى هو مضرب الأمثال أن يصل بهما الشجار والتناحر والخلاف إلى حد الوصول إلى محكمة الأحوال الغذائية.. حتى أن طعمية من استعجالها على أبغض الحلال كلفت محاميها الأستاذ «كبشه» برفع دعويين واحدة طلبا للطلاق للضرر.. والثانية لاستحالة العشرة وقد يستغرب البعض من اختيارها «كبشه» رغم صلته الوثيقة بالمعلم فول وفى وقت يتواجد فيه اكثر من افوكاتو ينتمى إليها، فمن يغفل اسم وسمعة الأستاذ «بقدونس» ابن عمها لزم وخالها أمير المرافعات «أبوزيت» الذى يتحاكى الناس عن وقفاته الشهيرة فى المحاكم وهو «يغلي» أمام هيئة المحكمة ويحصل على البراءة فوكله فى أصعب القضايا المعقدة وقد فاز أخيراً بجائزة «الطاسة الذهبية»، وهى جائزة عالمية تمنحها منظمة «الروب الأسود» لنوعية خاصة من المحامين.
ومع ذلك جرت محاولات عديدة لإعادة المياه إلى مجاريها بشكل ودى.. ورجوع الأكلة إلى طباليها.. لذلك شهدت جلسة المحكمة الأولى اقبالا محليا وعالميا لم يسبق له مثيل من الصحف والفضائيات وعلى رأسها وكالة أنباء «لقمة». ومحطة «سندوتش».. ومراسل صحيفة «مم»، بالقاهرة وهى الأوسع انتشارا والوحيدة التى يتم تداولها ثلاث مرات يوميا فى طبعات «الافطار والغداء والعشاء» وينزل معها ملحق شاى أو قهوة أو حلبة حصى حسب مزاج القارئ.
وعندما دخل القاضى إلى القاعة قطع حالة الرغى بدقة واحدة من مطرقته، وطلب رئيس الجلسة من المعلم فول أن يتقدم ويقوم بتعريف نفسه ويقسم ألا يقول غير الحق.. واستجاب وقال: وحياة النعمة والعيش والملح لا أقول سوى الحق.. أنا الفول ابن المدمس عمرى آلاف الأعوام وبالانجلش اسمى barad beans أنا اللى كونت ثروتى بالحلال من البروتين والاملاح المعدنية والحديد والفسفور.. أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا.. اللى الدكاترة شهدوا لى أنى مفيد لعضلة القلب وأقاوم الاجهاد.. انا اللى عندى الكالسيوم والزنك وفيتامين «ك».. وفيتامين «ب٦» إلى هنا ويقاطعه المستشار - خلاص يا معلم احنا عارفين تاريخك حتى اجدادك من الرومان والاغريق.
ويصرخ الفول: لا يا حضرة المستشار أنا مصرى وأبويا مصرى والنيل فى عروقى يسري.. لكن مفيش مانع ان العيلة الكريمة يكون لها افرع فى بلاد بره.
يضحك القاضي.. ماشى يا دولي.. لكن إيه رأيك فى طلب الست طعمية للطلاق وهو ده موضوعنا.. ولا أحد يعرف لماذا انتابت «فول» نوبة من الضحك الهستيرى وهو يضرب كفا بكف حتى ان عدوى الضحك انتقلت إلى القاعة كلها باستثناء طعمية طبعا.. وتقدم خطوة موضحا: يا حضرات المستشارين طلاق ايه وبتاع ايه وهى لحم اكتافها من خيري.. عمركم سمعتم يا حضرات عن طعمية من غير فول؟!
وبالطبع جاء وقت طعمية التى لم تصمت طويلا وتخشى ان يقلب الطاولة عليها.. وقالت بكل شموخ: أنا طعمية اسألوا عنى فى بلاد الشام والسودان والسعودية والعراق حتى فى اليمن هناك اهلى اسمهم «الباجية» بلاش كده اسألوا أقباط مصر عن أهم أكلة فى أيام حياتهم.. ومش هاتكلم عن تاريخى من أيام قدماء المصريين.. لا هاتكلم عن موقع جوجل العالمى اللى احتفل فى ١٨ يونيه ٢٠١٩ بعيد ميلادى على المستوى الدولى.. أنا اللى اسمى جاى من «طعم».. «يطعم».. طعام.
أنا بنت الألياف والنشويات والخضراوات والبصل والثوم والبهارات، أنا ممكن أعيش من غير فول خالص وأظن ابن عم «حمص» قايم بالواجب فى الشام وده زينة الشباب وكل واحدة تتمناه.
ويبدو أن كلام طعمية عن حسبها ونسبها ألهب الموقف حتى أن هيئة الدفاع عنها لم تجد ما تضيفه لكن هذا الكلام لم يمر برداً وسلاماً على المعلم فول وعائلته.. واندلع الجدل والنقاش حتى تحولت قاعة المحكمة إلى حلبة مصارعة كلامية وهنا دق القاضى المطرقة وصاح فى الجميع بصوته القاطع الحاسم:
ـ الحكم.. بعد الغدا قصدى بعد المداولة رفعت الجلسة وبالهنا والشفا مقدماً
وجلس الكل فى الانتظار ويبدو أن انتظارهم سوف يطول إلى أجل غير مسمى!
نقنقة!
>> عندما ذهب إلى الطبيب وكشف عليه نصحه بعدم تناول الفول والطعمية ولم يصدق نفسه وصرخ غاضباً: انت كده يا دكتور بتسحب منى الجنسية المصرية!
>> الفارق بين فول المطاعم.. وفول العربيات على النواصي.. أن الأول يلبس بنطلون جينس وقميص.. والثانى يلبس جلابية وبيجاما!
>> هناك نوع من الطعمية تعتبر نفسها بنت ذوات لأن ملابسها الداخلية مصنوعة من «الشطة»!
>> حملات عديدة جرت لتشويه سمعة الفول ووصفه بعض المغرضين بأنه «حبوب منع الفهم».. وكان يرد عليهم بتعليق صور: أحمد زويل ومجدى يعقوب وفاروق الباز والعقاد ونجيب محفوظ فى محلاته.
>> «ربنا يجعل يومى قبل يومك».. دعوة مواطن غلبان لأخيه غير الشقيق (الفول)!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة