محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

السد.. انقشاع غموض وبزوغ خيوط !

محمد البهنساوي

الإثنين، 09 مارس 2020 - 07:59 م

 

حالة من الاستغراب تتملك كل منصف يتابع المواقف المصرية والإثيوبية وأيضا السودانية بمفاوضات سد النهضة.. المواقف الثلاثة من تلك القضية المصيرية للمصريين لا يتوافق فيها الفعل ورد الفعل.. فمصر كان لها موقف متشدد منذ بداية التلميح ببناء السد..ولما لا والنيل شريان حياة وهبه الله وحده للمصريين وأى مساس به يهدد حياتهم.. وتعاملت مصر بهذا المفهوم أيام الرئيس الأسبق حسنى مبارك بين شد وجذب.. وصولا للاجتماع الكارثى لمحمد مرسى مع العشيرة ودراويشها ويقينى أن هذا الاجتماع أحد أسباب الإسراع الإثيوبى ببناء السد!
لكن الموقف المصرى حدث فيه تحول كبير مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الرئاسة.. موقف يتسق مع مبادئ الثقة فى النفس والمصارحة التى لا تتوارى أو تتلون لكسب رأى عام بالتأكيد لا يدرك كل أبعاد القضايا القومية.. وانطلاقا من تلك الدبلوماسية الجديدة وقعت مصر اتفاق المبادئ عام 2015.. وسط تأكيدات مصرية لا تنقطع عن تفهمنا لحق الإثيوبيين فى التنمية بل ودعمنا له..وتعاملت مصر بمنتهى الهدوء والثقة والذكاء الدبلوماسى فى هذا الملف الحيوي.. بل وراحت اتساقا مع مبادئها البحث عن مصادر أخرى للمياه من محطات تحلية ومعالجة وغيرها لتعوض نقصا تتحمله مصر فى سبيل مصلحة الإثيوبيين وصولا لتوقيعها منفردة على الاتفاق الذى ترعاه امريكا.
وعلى النقيض جاء الموقف الإثيوبى..ولا ادرى هل فهموا موقف مصر أنه ضعف او قلة حيلة دون وضعه بإطاره الصحيح لدولة رائدة وقائدة وكبيرة بمحيطها الأفريقى والدولى..بل وفهم الإثيوبيون ان حياة المصريين مبدأ يخضع للتفاوض والمساومة وليس حقا ملزما تكفله كل الأعراف الدولية.. واتسم الموقف الإثيوبى بعدة صفات منها كسب الوقت وفرض الأمر الواقع.. لى ذرع الحقائق.. استفزاز بكل الطرق لتخرج مصر عن هدوئها وتعقلها.. تعطيل التفاوض ومحاولة إعادته كل مرة لنقطة الصفر.. السعى لخلق موقف أفريقى والإيهام أنه فى مواجهة موقف عربى متضامنا مع الحقوق المصرية الثابتة.. إثارة الرأى العام الإثيوبى وخلق موقف وطنى وهمى لحسابات انتخابية.. كل هذا فى مواجهة موقف مصرى أراه واثقا راسخا يسلك كل سبل الدبلوماسية والقانون الدولى دون تفريط.
وهنا لنا وقفة مع 3 نقاط مهمة.. أولها غرابة موقف الأشقاء السودانيين وإصرارهم على هذا الموقف وثانيا وسعيا لاكتمال الصورة محاولين تفسير سر الموقف الإثيوبى وتعنته ومراوغته.. ألا يذكرنا هذا الموقف بدولة تمارس نفس الآليات المراوغة منذ زرعها الشيطانى بمنطقتنا لتفرض أمرا واقعا يتمدد يوميا.. عندئذ أعتقد أن كثيرا من الغموض سينقشع.. وخيوط مؤامرة تحاك ستتجلى واضحة..لنصل إلى النقطة الأخيرة بمناشدة المصريين الثبات خلف قيادتهم وتحركاتها فى هذا الملف المصيرى وعدم الانجرار وراء شائعات ومحاولات مستميتة لتفريقهم أو تشكيكهم بقيادتهم أو الضغط عليها لمغامرة أراها تحاك لنا.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة