كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

فى يوم المرأة العالمى

كرم جبر

الإثنين، 09 مارس 2020 - 08:00 م

دعوة لإنصاف النساء، ورفع بقايا الظلم، فرغم الحقوق الكبيرة التى حصلت عليها المرأة المصرية، إلا أن أغلالاً لاتزال تقيد حركتها، ولا تمنحها المساواة الكاملة.
فى بعض المناطق تُحرم النساء من الميراث، خوفاً من أن تذهب ثروة العائلة لآخرين، صحيح أن هذه الظاهرة تراجعت كثيراً، ولكن إزالة بقاياها فرض على الإعلام ورجال الدين والثقافة العامة، لتصحيح مفاهيم خاطئة وأفكار ظالمة.
ما يؤرقنى أكثر هو ارتفاع نسبة الطلاق، فالرجل يذهب حراً يمارس حياته، والمرأة تظل معلقة من رقبتها بالأطفال، ونساء مصر عظيمات فى الوفاء والتضحية، ولكنهن يدفعن ثمناً فادحاً فى تربية أولادهن حتى يصبحن رجالاً، وتحمل التكلفة فى ظروف معيشية صعبة.
الطلاق وحش كاسر يلتهم أحلام النساء، فى بناء أسرة وبيت واستقرار وحياة سعيدة، فتفاجأ المرأة أنها كانت تغزل خيوطاً من الوهم، تمزقت وتقطعت.
لم يفعل المجتمع شيئاً لتدريب شبابه وفتياته على الحياة الزوجية، وأنها ليست ديكورا اجتماعيا، وإنما مسئولية ومشاركة وإمساك بمعروف، فضاعت هذه المعانى النبيلة فى التربية الخاطئة فى البيوت والمدارس والمساجد، وسكتنا عن سلبيات يجب التصدى لها.
اليوم العالمى للمرأة، مناسبة لنفتش عن أوجاع المرأة وآلامها، وحقها الإنسانى فى حياة سعيدة، لا يهددها موروثات من العادات والتقاليد والأفكار الخاطئة.
المرأة المتعلمة تخلصت من كثير من القيود، وانطلقت فى الحياة، تزيح عن طريقها ما يعوق مسيرتها، وتفوقت وأثبتت جدارتها، ولكن لاتزال تعانى من مظالم كثيرة.
فحق المرأة فى العمل والكسب يقوى ظهرها، ويمنحها الثقة والطمأنينة، فلا يكون مصيرها فى يد من ينفق عليها، فيمنع ويمنح، ويكسر عزتها وكرامتها، والحمد لله أن المرأة المصرية حصلت على المساواة فى فرص العمل، وتفوقت أعدادهن فى أماكن كثيرة.
تراجعت كثيراً الأفكار الخاطئة التى تنتقص من النساء، وينسبها أصحابها بشكل خاطئ للأديان، ولكن هناك من يشغل نفسه بنكاح الصغيرات وأوضاع المعاشرة وحق الزوج فى تأديب زوجته.
المتطرفون منعزلون عن الواقع، فنساء مصر عبرن الحواجز الظالمة التى حقرت من شأنهن، ووضعتهن فى مرتبة ثانية، وتزينت الصورة كثيراً بوزيرات وشخصيات نسائية بارزة، تعكس رقى المرأة المصرية وتفوقها.
وهناك فى القاع من يفتش فى جسد المرأة، ولا يبحث عن عقلها ودينها وعلمها، فأصبحت الهوة واسعة بين نساء ناجحات وأخريات يدفعن ثمن الأفكار والمعتقدات الخاطئة.
المرأة المعيلة نموذج صارخ للظلم الاجتماعى، وتتحمل مسئولية ضخمة يعجز عنها الرجال، وهى ظاهرة تحتاج إلى الدراسة والتحليل والتشريح، وتخطو وزارة الشئون الاجتماعية خطوات واسعة نحو مساعدتهن على تحمل ظروف الحياة الشاقة.
فى اليوم العالمى للمرأة، يُشهد للرئيس والدولة إعطاء النساء حقوقهن بشكل غير مسبوق، واتسم الخطاب السياسى للرئيس بالاحترام والوقار والاعتراف بالفضل لعظيمات مصر.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة