زاهى حواس
زاهى حواس


حكايات مصرية

قصة سرقة آثار مصر .. السرقات فى العصر الفرعونى

زاهي حواس

الثلاثاء، 10 مارس 2020 - 06:53 م

كان المصرى القديم حريصا على حماية المقبرة من السرقة ولذلك كان يحاول حماية المدخل عن طريق وضع أحجار ضخمة لإخفائه عن العيون أو وضع صيغ سحرية أو نصوص لعنة لكل من يمس المقبرة. ورغم ذلك فقد سرقت أغلب المقابر وفى منطقة الجيزة تم الكشف عن مقبرة واحدة كاملة وهى مقبرة الملكة حتب-حرس، أم الملك خوفو.
أما قصة الكشف فتعود إلى عام ١٩٢٥ عندما سافر جورج رايزنر عالم الآثار الأمريكى الذى كان يعمل بالجيزة تابعا لمتحف الفنون الجميلة ببوسطن وجامعة هارفارد. وسافر رايزنر إلى أمريكا فى إجازة وأثناء سفره أعطى تعليمات إلى مساعده آلان رو لكى يقوم بعمل وصف وتسجيل للآثار الموجودة شرق هرم الملك خوفو. وقد حدث أن مصور البعثة المصرى كان يقوم بالتصوير خلف هرم الملكات الشمالى الذى يقع فى الناحية الشرقية وقام بوضع الكاميرا وحاول أن يثبت أرجل الكاميرا وإذا به يجد رجل الكاميرا تنزل إلى أسفل وقاموا بالحفر فى هذا المكان وعثر على مدخل المقبرة داخل بئر وعلى الفور أرسل برقية إلى رايزنر يطلب حضوره إلى القاهرة فورا.
وبدأ رايزنر وفريق العمل بفحص المدخل فوجد أن خاتم الجبانة موجود وذلك دليل قاطع على أن هذه المقبرة كاملة ولم يقترب منها اللصوص. وبدأ عملية الحفائر واستمر فى إخراج الآثار الموجودة لمدة عشر سنوات وعثر على قطع أثرية فريدة ولكنه لم يعثر داخل المقبرة على مومياء الملكة حتب حرس أم الملك خوفو.
وقد ساعد رايزنر فى عملية الترميم الحاج أحمد يوسف المرمم الشهير الذى رمم مركب خوفو. وبعد ذلك اقترح لنا جورج رايزنر سيناريو وقال أن مقبرة الملكة كانت أصلا مدفونة داخل مقبرة بدهشور بجوار هرم زوجها الملك سنفرو حيث يوجد لديه هرمان بدهشور، واحد معروف باسم الهرم الشمالى والآخر معروف باسم الهرم المنحنى وذلك نظرا لأن المهندس الذى أشرف على بناء الهرم وجد أن الاستمرار فى بناء الهرم بنفس الزاوية الأولى سوف يجعل جسم الهرم ضخما جدا ولذلك فقد غير زاوية البناء وأصبح الهرم منحنيا كما نراه اليوم.
وأشار رايزنر إلى أن مقبرة أم الملك قد سرقت خلال حكم الملك خوفو ولذلك فقد أرسل فريقا بصفة سرية وأحضر كل مقتنيات الملكة وأخفوا عن خوفو سرقة مومياء الملكة ودفنت فى هذا البئر الموجود شرق هرم خوفو وبجوار الهرم الشمالى الصغير. وقد وجدنا أن هذه القصة بها شئ من المبالغة لذلك فنحن نعتقد أن الملكة حتب حرس قد دفنت أصلا بجوار هرم ابنها فى الهرم الجانبى الشمالي. وفى عصر الاضمحلال الأول عندما نهبت المقابر فى الجيزة كان هناك فريق من الكهنة الموالين للملك لذلك فقد نقلوا ما يوجد داخل الهرم إلى هذا البئر الذى يصل عمقه حوالى 15 مترا ويعود إلى عصر الأسرة الثانية وقد وجدوا أنهم سرقوا المومياء أولا. ونحن كأثريين نعرف ماذا كان يضع المصرى القديم فى مؤخرة حجرة الدفن وفى المقدمة، لذلك فقد وجدنا أن الآثار التى كانت فى مدخل الحجرة موجودة أسفل البئر والتى كانت موجودة فى نهاية الحجرة بأعلى البئر.
وهذه هى المقبرة الوحيدة الموجودة فى الجيزة التى لم تسرق مع العلم بأن هناك آلاف المقابر بجوار الأهرامات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة