عاطف النمر
عاطف النمر


إضاءات

هكذا تكون المواجهة

عاطف النمر

الثلاثاء، 10 مارس 2020 - 06:54 م

عندما تصلنى صور افتتاح قصر ثقافة توشكى يرقص قلبى طربا وأتأكد ان د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بدأت فى تصحيح مسار التوجه الثقافى الصحيح الذى نادينا به لتكثيف الخدمة الثقافية لأهالينا فى المحافظات الحدودية وصعيد مصر، والمسألة لا يجب أن تتوقف عند افتتاح مبنى يحمل لقب قصر ثقافة، المهم كيفية تشغيل هذا القصر بالمنتج الثقافى المطلوب، واختيار العناصر الفاعلة المنوط بها القيام بهذا الدور.
فى وجود خشبة المسرح، وقاعة المطالعة، وشاشة العرض السينمائى، وقاعة الحاسوب والرسم والنحت والموسيقى والندوات، يترسخ الفعل الثقافى الذى يغذى الوجدان ويسمو بالمشاعر ويغير السلوك فى مواجهة خفافيش الظلام الموتورة بأفكارها الضالة التى تبرطع عندما يغيب الفعل الثقافى عن المكان، فتقوم بنشر أفكار التدمير والهدم والإرهاب، ملايين الجنيهات تنفق فى دعم مهرجانات " السبوبة " بلا عائد ثقافى ملموس، لو تم توجيهها فى بناء وترميم وتأمين قصور وبيوت الثقافة لكانت نتائج المواجهة مع الضلال والتضليل مختلفة كثيرا فى معركة التنوير، ويؤكد كلامى احتشاد 10 آلاف متفرج فى ساحة معبد الآلهة حتحور ربة الموسيقى والغناء وسيدة السعادة للتفاعل مع فعاليات مهرجان دندره الأول للموسيقى والغناء الذى تقدم فيه دار الأوبرا المصريه نوعية من الفنون الراقية التى لها شعبية أيضا ممثلة فى على الحجار وعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز، وفريق " وسط البلد " الذى يقدم منوعات تجسد أحلام الشباب، والتفاعل من أهلنا فى الصعيد يؤكد ان مواجهة إسفاف أغانى " المهرجانات " يكون بتقديم البديل الراقى أكثر من قرارات المنع التى لا تجدى فى زمن السموات المفتوحة وتغول الشبكة العنكبوتية التى يصعب فرض رقابة عليها، نواجه الإسفاف بالأعمال الأرقى، ونواجه الفكر الضال بما يفضح جهله بالفنون التى تناطح الفكر بالفكر وتصحح المفاهيم وترقى بالوجدان فنكسب كل يوم مساحة من الأرض فى معركة لن تهدأ ولن تنتهى.. ويؤكد كلامى أيضا تأثير القوى الناعمة التى تلعب دوراً هاما فى الترويج للحضارة المصرية، التى أكدتها الاحتفالية التى اقامتها وزارة الثقافة بمناسبة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى فى ساحة معبد ابو سمبل وشارك فيها أكثر من 400 فنان من 31 دولة فى أوبريت " الفن يجمعنا " فى ختام فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان اسوان الدولى للثقافة والفنون.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة