الثلاثاء، 10 مارس 2020 - 06:58 م

رغم التحديات الكبيرة التى نواجهها داخليا وخارجيا ورغم التقلبات التى تضرب الأسواق والبورصات العالمية فى ظل أزمة «كورونا» وتوابعها.. رغم كل ذلك كان لافتا ان يكون النشاط الداخلى الأبرز هو هذا الاجتماع الذى ترأسه الرئيس السيسى وضم كبار المسئولين لبحث إطلاق الاستراتيجية القومية لتطوير صناعة السيارات والمركبات والصناعات المغذية لها فى مصر.
أمر لافت.. لأنه يعنى  أولا أننا تجاوزنا الظروف الصعبة والاستثنائية التى مر بها اقتصادنا، وأننا ننطلق الآن من نقطة ارتكاز قوية لنبنى المستقبل الذى نستحقه.
وهو يعنى  ثانيا أن ما أنجزناه خلال الفترة الماضية فى مجال البنية الاساسية وإعداد المناخ المناسب للاستثمار قد جعلنا جاهزين للانطلاق بقوة مدركين ان علينا ان نضاعف الجهد لكى نحول ما نملكه من مزايا اقتصادية وبشرية إلى انتاج يستطيع ان ينافس وان يتفوق فى الاسواق العالمية.
وهو يعنى  ثالثا أننا ماضون فى تأكيد أولوية الصناعة والتكنولوجيا فى تحقيق النهضة الاقتصادية المأمولة بعد سنوات من الاهمال للصناعة الوطنية لصالح السمسرة والنشاطات الطفيلية وتحويل مصر الى سوق يستهلك ما يصنعه الآخرون حتى ولو كان الأسوأ!!
وهو يعنى  رابعا أننا نخرج من دائرة الجهود المتناثرة هنا وهناك، الى العمل فى إطار استراتيجية شاملة  تحشد كل الجهود وراء صناعة كبرى لكى تتوطن فى مصر.. وهو ما يعنى ان نخرج من الحلقة الضيقة لما يسمونه «التجميع» إلى حيث ننتج ما ننافس به الآخرين فى هذه الصناعة الحيوية وغيرها ليكون لدينا انتاجنا المصرى من السيارات المتطورة والكهربائية والصناعات المعدنية المرتبطة بها والمغذية لها، فى نفس الوقت الذى يمضى فيه مشروع صناعة القطارات فى طريقه، وتعود الحياة لصناعة الغزل والنسيج بعد ما تعرضت له من انهيار يستحق أن يكون عنوانا للجريمة التى تم ارتكابها بحق الصناعة الوطنية.
تاريخنا كله يؤكد أننا نحقق الافضل حين نواجه أصعب التحديات وأننا نعرف جيدا كيف نبنى، وكيف نحمى ما نبنيه من كل عدوان!!.