حمدى رزق
حمدى رزق


فيض الخاطر

ووحدكَ انتصرتْ

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 10 مارس 2020 - 07:04 م

تحتاج إلى مراجعة قصيدة شاعر العربية الكبير نزار قبانى فى رثاء « أيقونة الشهداء «، الشهيد العظيم الفريق أول عبد المنعم رياض، لتقف على معنى « يوم الشهيد» الذى مر بنا يوم أول أمس كطيف عابر يذكرنا بأعظم تضحياتنا على مر الزمان.
قصة استشهاد الفريق رياض فى الصفوف الأمامية تروى للأجيال، وتضحيته العظيمة قيمة كبرى، وروحه محلقة فى سماء الوطن، الشهيد عبد المنعم رياض ترك لنا ما نحتفل به، ترك لنا علامة على الطريق، فى سبيل الوطن تهون الحياة، ومصر وطنا يستحق الحياة.. يقول نزار فى رثاء الأيقونة:
يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ..
الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا
أنتَ بها بدأتْ..
يا أيّها الغارقُ فى دمائهِ
جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ..
جميعهم قد هُزموا
ووحدكَ انتصرتْ.
والذكرى تنفع الطيبين، مجمع عليه فى الروايات المنشورة، تحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ خطة تدمير خط بارليف، وفى التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر فى ساعات قليلة وتدمير وإسكات بعض مواقع مدفعيته فى أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973.
وفى صبيحة اليوم التالى قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن قرب نتائج المعركة ويشارك جنوده فى مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التى لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم ( 6 ) وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم العدو فى اليوم السابق.
ويشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة فى حياة الفريق، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التى كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التى كان يقودها الفريق بنفسه حوالى ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التى كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفى عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها محاربا شجاعا متأثرا بجراحه وابتسامة الرضا تشع من وجهه، تاركا فينا أجمل مافينا.. الشهادة فى سبيل الوطن اسمى أمانينا.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة