كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وزير المالية والأيام الصعبة !

كرم جبر

الثلاثاء، 10 مارس 2020 - 07:05 م

من المفترض أن تتضمن موازنة الدولة فى العام المالى ٢٠/٢١ نمواً يقدر بـ 6%، وفائضا أوليا بين الإيرادات والنفقات، بما يعنى أن الأحوال من أحسن لأحسن، والاقتصاد يتعافى بقوة.
لكن.. جاءت كورونا.. فقلبت الموازين فى العالم كله وليس فى مصر وحدها، فى أسوأ موجة وبائية فى العصر الحديث.
وزير المالية الدكتور محمد معيط وضع المشكلة وحلولها فى حوار امتد أربع ساعات مع كتاب وصحفيين وإعلاميين سمعوا منه واستمع منهم.. وكانت حصيلة الحوار المجتمعى الرائع على النحو التالي:
أولاً: توجيهات الرئيس المشددة هى الاستعداد لكل الاحتمالات، ووضع سيناريوهات للتعامل مع الأزمة وتوفير اعتمادات مالية كافية لتدارك أى موقف.
ثانياً: يمكن للاقتصاد المصرى أن يتحمل تداعيات الأزمة لمدة شهرين أو ثلاثة، ولكن إذا استمرت أكثر من ذلك سيكون الوضع صعبا وربنا يستر، فلا يستطيع أحد التنبؤ بمدة استمرارها.
ثالثاً: استهدفت موازنة العام المالى القادم النزول بالعجز الكلى إلى 6.2% بدلاً من 7.2% فى موازنة العام الحالي، وقد يكون صعباً تحقيق ذلك فى ظل استمرار الأزمة لأننا بدأنا نتأثر بالتداعيات الآن.
رابعاً: الأحداث الحالية غير طبيعية ولا يمكن التيقن بالوضع العالمي، وتسود حالة من الغموض اقتصاديات العالم، والوضع بالفعل عصيب وخطير، ومصر ليست وحدها التى تعانى الأزمة.
خامساً: كانت الخطط تتجه فى موازنة العام القادم إلى الإصلاح الاقتصادى، بعد أن انتهت خطة الإصلاح المالى والهيكلي، والاقتصاد المصرى الآن تحت ضغوط شديدة حتى يتجاوز الأزمة.
سادساً: التوجيهات الرئاسية هى عدم المساس بأوضاع الناس وتنفيذ برامج الخدمات وتحسين الأوضاع المعيشية والقدرة الشرائية للمواطنين.
سابعاً: تنفيذ برنامج الأمان المالى والاقتصادى للدولة حتى لا يشعر الناس بأن خطط الإصلاح لا أثر لها، وحتى لا تتلاشى آثارها فى تدهور القوة الشرائية للجنيه.
ثامناً: وضعنا منذ أكتوبر الماضى خطة شاملة ومحددة بعناصرها لحل مشاكل الصناعة، وتم ترجمتها بمبادرات محددة تتضمن حوافز تشجيعية، وهى مرحلة الإصلاح الاقتصادى الحقيقية.
تاسعاً: نستورد 150 مليون برميل بترول فى السنة وانخفاض الأسعار له آثار إيجابية، وعلى الجانب الآخر آثار سلبية فى الاستغناء عن العمالة المصرية بدول الخليج البترولية وتأثير ذلك على تحويلاتهم.
عاشراً: لا نعرف حجم التأثير على قناة السويس التى تحقق 5.8 مليار دولار سنوياً، وهل تنخفض نتيجة الاضطرابات التى تسود الأسواق العالمية أم لا، فالعالم كله فى حالة رعب.
■ ■ ■
«ربنا يستر» قالها د. معيط، ولكن الدولة أعدت خطة طوارئ لمواجهة كافة الاحتمالات، وتتابع الموقف أولاً بأول، وتتلقى وزارة المالية أكثر من 500 تقرير يومياً عن الآثار السلبية لكورونا فى العالم.
العالم كله يقف مشدوداً ومنزعجاً وفى حالة رعب، ويواجه الأزمة غير المسبوقة بالخطط والبدائل، دون تهويل أو تهوين.. وليتنا نفعل مثلهم.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة