البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
البابا فرنسيس بابا الفاتيكان


بسبب كورونا.. البابا فرنسيس يلقى تعليمه الأسبوعية عبر شبكة القصر الرسولي

مايكل نبيل

الأربعاء، 11 مارس 2020 - 05:34 م

أجرى قداسة البابا فرنسيس، اليوم الأربعاء، تعليمه الأسبوعي، وتحدث عبر الشبكة من مكتبة القصر الرسولي بدلا من اللقاء التقليدي معهم في ساحة القديس بطرس، ويأتي هذا التغيير في إطار إجراءات وقائية أمام انتشار فيروس الكورونا.

 

 واستهل قداسته تعليمه بالقول نتابع في مقابلة اليوم تأملنا حول درب السعادة المنيرة التي سلّمنا الله إياها من خلال التطويبات ونصل إلى التطويب الرابع: "طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون" (متى ٥، ٦).

 

تابع قداسته قائلا: "لقد تحدّثنا سابقًا عن فقر الروح وعن البكاء، أما الآن فسنتحدّث عن نوع آخر من الضعف ذلك المتعلّق بالجوع والعطش، والجوع والعطش هما حاجتان أساسيّتان يتعلقان بالبقاء على قيد الحياة، وبالتالي ينبغي أن نشدّد على هذا الأمر إذ لا يتعلّق الأمر برغبة شائعة وإنما بضرورة حيوية ويوميّة كالغذاء، ولكن ماذا يعني الجوع والعطش إلى البر؟

 

وأضاف: "نحن لا نتحدّث بالتأكيد عن الذين يريدون الانتقام، لا بل فقد تحدّثنا في التطويب السابق عن الوداعة، إن أعمال الظلم تجرح البشرية بالتأكيد؛ والمجتمع البشري يحتاج بشكل ملحٍّ للمساواة والحقيقة والعدالة الاجتماعية؛ ونذكّر على الفور أنَّ الشرّ الذي يتعرّض له النساء والرجال في العالم يبلغ إلى قلب الله الآب. وأي أب لا يتألّم بسبب ألم أبنائه؟".

 

واستكمل البابا فرنسيس يقول يحدّثنا الكتاب المقدس عن ألم الفقراء والمُضطَهَدين الذي يعرفه الله ويتقاسمه معهم ، ولأنّه سمع صرخة الاضطهاد التي رفعها أبناء إسرائيل – كما يخبر سفر الخروج – نزل الله لينقذ شعبه ، لكن الجوع والعطش إلى البر الذي يتحدث عنه الرب هو أعمق من الحاجة الشرعية للعدالة البشرية التي يحملها كل إنسان في قلبه.

 

وأشار، ففي "عظة الجبل"  يتحدّث السيد المسيح عن عدالة أكبر من الحق البشري أو الكمال الشخصي إذ يقول: "إِن لم يَزِد بِرُّكُم على بِرِّ الكَتَبَةِ والفِرِّيسيِّين، لا تَدخُلوا مَلكوتَ السَّموات" (متى ٥، ٢٠) وهذا هو البر الذي يأتي من الله.

 

وختم قائلا: «نجد في الكتاب المقدّس تعبيرًا عن عطش أعمق من العطش الجسدي، وهو رغبة وُضعت في أساس كياننا ، يقول أحد المزامير: "يَا اللهُ، إِلَهِي أَنْتَ إِلَيْكَ أُبَكِّرُ ، عَطِشَتْ إِلَيْكَ نَفْسِي، يَشْتَاقُ إِلَيْكَ جَسَدِي فِي أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَيَابِسَةٍ بِلَا مَاءٍ" (مزمور ٦٣، ١). كذلك يتحدّث آباء الكنيسة عن هذا القلق الذي يقيم في قلب الإنسان، فيقول القديس أغوسطينوس: "لقد خلقتنا لك يا رب وقلبنا لن يرتاح إلا فيك" وبالتالي هناك عطش داخلي وجوع داخلي وقلق». 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة