أمنية طلعت
أمنية طلعت


حبوا بعض

المحبة

أمنية طلعت

الأربعاء، 11 مارس 2020 - 06:40 م

 

ربما لا يعبر مقال اليوم عن المحبة، ولكن عن الضيق، فكما أعرف الحب والتسامح، لا يمكننى مهما أوتيت من قوة أن أتغاضى عن استيائى من حزب «أحب أضيف»، نعم فهذا هو اللقب الذى أطلقه على من يرغب فى فرض وجوده على الجميع وفى أى موضوع حتى لو كان لا يعرف عنه شيئاً.
هؤلاء المنزهون عن الخطأ، الذين يعيشون وكأن الكمال صفة من صفاتهم، لا ينقصهم شيء سواء من علم أو من أدب، فهم الكاملون المكملون الذين لا تأتيهم النقيصة من يمين أو يسار وبالتالى؛ فوظيفتهم الأساسية فى الحياة، أن يجلسوا على أريكة منزلهم وينظروا فى كل وأى موضوع مهما كان التخصص، فهم باعتبارهم كاملين، يفهمون كل شيء بل هم علماء فى كل شيء.
هؤلاء النوعية من البشر، تذكرنى بمشجعى كرة القدم، الذين يجلسون على صفوف المشاهدين ويسبون اللاعبين بأقذع الألفاظ، رافعين عقيرتهم بتعليمات اللعب الصحيح الذى لو اتبعه اللاعب سيلتحق بفريق الكرة الذهبية فى مجلس حكام العالم، فإذا ما ألقيت بنظرك نحوه، وجدته متخما بالطعام يتدلى كرشه أمامه بينما يصدر تعليماته وفمه ممتلئ بالفشار والبطاطس المقلية.
للأسف الشديد، أعطت مواقع التواصل الاجتماعى فرصة لهؤلاء كى يشعروا بذواتهم، خاصة وأن الذين يتابعونهم من محبى اللطم والثرثرة الفارغة التى يعبئون بها فراغ حياتهم من أى قيمة حقيقية، يمنحونهم هذا الإحساس الوهمى بأهميتهم، فأنا بشكل شخصى أعرف واحدا منهم لا يترك حسابه على موقع تويتر ثانية واحدة، يتحدث عن أى شيء وكل شيء ويخلق قضايا ونزاعات ونضالات وهمية، جعلت كثيرين يتابعونه ما جعله يصدق نفسه ويقوم بعمل الإجراءات لنسب الحساب رسمياً له، تماماً مثلما يفعل الفنانون والسياسيون!
حزب «أحب أضيف» يشمل أيضاً مجموعات «الماميز»، الجيل الجديد من الأمهات المتعلمات اللائى اخترن أن يجلسن فى المنزل بدون عمل، فملأ الفراغ أركان حياتهن، وقررن جعل أبنائهن الهدف الوحيد الذى يحققنه على الأرض، فدخلن فى سباق التفوق مع أبناء المجموعات المتنافسة من الماميز الأخريات، وأعطين لأنفسهن الحق لتعليم وزير التربية والتعليم كيف يدير شئون الوزارة!
فى الأيام السابقة تسبب هذا الحزب فى تشويه صورة مصر سياسياً، معطين صورة عكس الواقع تماماً عن تناول مصر ووزارة الصحة لملف «فيروس كورونا»، ما تسبب فى إيقاف بعض الدول طيرانها معنا، وتعطيل الكثير من الأنشطة الاقتصادية فى البلد، ما أدى إلى عودة الأسعار للارتفاع بعد أن كانت قد تراجعت.
أيها الذين يحبون الإضافة دائماً... نحمد الله أنكم لا تحكمون البلد.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة