جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

عندما يتحول «السلطان» إلى نصاب صغير!!

جلال عارف

الأربعاء، 11 مارس 2020 - 06:45 م

مثل أى نصاب صغير يتصرف الرئيس التركى أردوغان متصورا أنه قادر على خداع الجميع، غير مدرك أنه لم يعد ينصب إلا على نفسه وعلى الشعب التركى الذى أصبح عليه أن يتحمل النتائج المؤسفة لهوس حاكمه الذى ربط مصيره بمصير إرهاب الإخوان وبوهم استعادة سلطنة عثمانية ماتت وشبعت موتا منذ قرن من الزمان!!
ويبدو أن الرجل أخيرا فقد الكثير من توازنه، وأدرك أن محاولته لأن يكون الطرف الفاعل فى مصير الصراع فى سوريا قد باءت بالفشل الذريع. ولكنه يحاول ـ رغم الهزائم المتكررة ـ أن يكون موجودا. فى آخر «افتكاسات» المهورس العثمانلى يقول إنه اقترح على الرئيس الروسى «بوتين» أن يتشارك الجانبان فى إدارة حقول البترول فى «دير الزور» بشمال شرق سوريا.. بدلا من استغلال «الإرهابيين» لها على حد قوله!!
والمقصود بـ «الإرهابيين» هنا قوات سوريا الديموقراطية «قسد» الكردية السورية التى سيطرت على معظم حقول النفط فى المنطقة بعد تحريرها من «داعش» التى كانت تقوم ـ بالتعاون مع الاتراك ـ بنهب حقول البترول وتهريب إنتاجها للخارج ولأن أردوغان يعرف أن الأكراد يعملون فى ظل الرعاية الأمريكية، ولأنه يذكر جيدا ما سبق للرئىس الامريكى ترامب أن صرح به لتبرير تواجد بعض العسكريين الامريكيين لحراسة حقول النفط بأن أمريكا ستجنى ملايين الدولارات شهريا من عائدات النفط السورى طالما بقيت القوات الامريكية هناك..فإنه يقول إنه سيقدم عرضا مماثلا لما قدمه لبوتين إلى الرئيس الامريكى ترامب!!
وليس الخطير هنا هو فى إدمان أردوغان لعمليات النصب، وإنما فى استمرار أوهامه فى التوسع بدلا من استيعاب الدرس وإنهاء غزوه للأراضى السورية. فى مشروع النصب بالبترول السورى.. يحاول الرجل إيجاد مبرر للتواجد واللعب على كل الحبال وعلى حساب الشعب السورى.
يريد من الروس أن يدعموه اقتصاديا وأن يمكنوه من السيطرة على النفط السورى فى المنطقة لكى «يساعد سوريا المدمرة فى الوقوف على قدميها»!!
.. ينسى المهووس التركى أنه شريك أساسى فى تدمير سوريا وأن كل المطلوب منه أن ينهى الحماقة ويستوعب الدرس. أن يسحب قوات احتلاله للأرض السورية وأن يترك سوريا لشعبها ودولتها، وأن يتحمل أمام شعب مسئولية حماقاته التى لن يعالجها ابتزاز العالم ولا النصب لسرقة أموال الشعوب!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة