د. محمود عطية
د. محمود عطية


من باب العتب

الكتاب الجامعى والكورونا

د.محمود عطية

الخميس، 12 مارس 2020 - 05:38 م

 

حتى قبل توقيع العقوبات على أساتذة من كلية الدراسات الإسلامية والعربية، ألم يفكر هؤلاء الأساتذة فى الصورة الذهنية التى ترسم لهم فى عقول الطلاب.. وهل يمكن احترام علمهم وهم يبيعون كتبهم بالإجبار وبأسعار تزيد عما حددته الجامعة؟!.. أكان لابد من الانتظار حتى تصدر المحكمة الإدارية حكما بتوقيع عقوبات تأديبية على 12 أستاذا بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالمنصورة؟.. والأكثر غرابة أن يكون عميد بين المتهمين بالحكم..!
أليس من بين دروس التعلم بالجامعة احترام القانون وعدم التحايل عليه بأى وسيلة كانت.. فكيف يمكن للأساتذة تعليم الطلاب قيمة احترام القانون وهم مدانون ببيع كتبهم الجامعية بأسعار تزيد عما قرره قانون الجامعة؟ّ!.. وكيف يمكن لهم تعليم الطلاب آداب الحوار وهم متهمون ومدانون بتوقيعهم على تظلم لرئيس جامعة الأزهر ضمنوه ألفاظاً غير لائقة ومزاعم غير صادقة ضد قيادات الجامعة واتهموهم بالابتزاز والجباية والتدنى فى المعاملة وعدم ملاءمة قراراته للعصر متجاوزين حدود حق الشكوى.
العالم دخل القرن الواحد والعشرين ونحن فى العديد من جامعاتنا مازلنا فى العصور الوسطى.. ولم ندرك بعد أن عصر الكتاب الجامعى قد ولى وبات على الطالب أن يبحث ويجلب المعارف والمعلومات بطرق متعددة ولا يكتفى بكتاب يحفظه عن ظهر قلب ويأتى الامتحان ليفتش الأستاذ عن مضمون كتابه فى إجابة الطالب ليتأكد من شرائه وعليه يأخذ الدرجة..سبحان الله هل هذه أخلاق العلماء ورثة الأنبياء..!
صحيح: "لا تبحث عن الأخلاق ولا القانون إذا دخل البيزنس التعليم.. البيزنس ينزع الإنسانية من القلوب ولنا فى الجامعات الخاصة وما تمارسه من تحايل لحلب جيوب الطلاب موعظة.. بداية من رسوم التقديم التى لا ترد ودفع فلوس تحت العديد من المسميات ولا أحد ينظر فى أى شكوى ضد هذه الجامعات.. ناهيك عن الكتب التى تباع بأرقام خيالية.. جاءنى مرة أحد الطلاب يشكو من سعر كتاب مقرر عليه من احد المحاضرين غير الحاملين أى درجة علمية تؤهله للتدريس بالجامعة والكتاب به معلومات على طريقة "القص واللزق" ولا يتعدى 200 صفحة وسعر الكتاب 300 جنيه..حاولت استيعاب هذا السعر المبالغ فيه بلا أى سبب لكنى فشلت.. وأساتذة آخرون يجبرون الطلاب على شراء الكتاب بتسليم صورة الكارنيه.
وبمناسبة وباء كورونا لا أفهم لماذا يصر وزير التعليم على تصريحات ملتوية وغير مباشرة ولا نفهم منها شيئا سوى أن الوزارة لا تهتم سوى بتلقين الطلاب ما فى الكتب ولا تهتم بما تعلمناه وحفظناه صغارا من أن الجسم السليم فى العقل السليم.. يبدو أن السيد الوزير لم يدرسها فيصرح معترضا على من ينادون بتعطيل الدراسة قائلا: "تأجيل الدراسة يعنى تعويضها من الإجازة الصيفية ولن ينقل طالب لسنة دراسية أعلى دون تحقيق التحصل العلمى المطلوب.. وأن وظيفة الوزارة الأولى والأخيرة هى التأكد من أن الطالب ينتقل من سنة إلى أخرى حصل على قدر من محتوى محدود".
 وقرار آخر لوغاريتم جاء فيه: قرر وزير التعليم "تعليق الأنشطة المدرسية وتعديل الجدول المدرسي"... بالله عليكم من يعرف تفسيرا للقرار السابق يدلنى عليه!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة