هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

يا وزير التعليم.. مالطا ليست بعيدة

هالة العيسوي

الخميس، 12 مارس 2020 - 05:41 م

 

أكثر ما يحبط الكاتب هو شعوره وكأنه يؤذن فى مالطا، مع أن مالطا ليست بعيدة ولو صاح المؤذن هناك فيمكن أن نسمعه هنا، فما بالك لو كان العالم كله يؤذن، لكننا نصم آذاننا. الناس يصرخون خوفا من عدم اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب انتشار وباء كورونا الذى يسببه فيروس كوفيد 19، أعلنت الدول التى ظهر فيها المرض منع التجمعات فى الأسواق التجارية والمقاهى والمطاعم وشددت إجراءات الفحص الطبى والعزل وعلقت الدراسة لمدة أسبوعين حتى تمر بسلام فترة حضانة الفيروس. أحسنت الحكومة صنعاً بقرار منع التجمعات ونشر بيانات التحذير والتوعية بالمرض، إلا وزارة التربية والتعليم وكأنها دولة مستقلة ذات سيادة كل مافعلته الوزارة هو تعليق الأنشطة المدرسية!!!
خرج أنصار الوزير يدافعون عن عدم تعليق الدراسة واتهموا المنادين بذلك ب"الهرى والهبد" وكأن الحكمة والصواب انحصرا فى الوزارة أليست للتربية والتعليم؟
أصدرت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الاتحاد الدولى للصليب الأحمر والهلال الأحمر واليونيسف بيانا مشتركًا يحوى توجيهات لحماية الأطفال ودعم المدارس الآمنة(وضع خطًا تحت كلمة الآمنة) ومشورة للسلطات الوطنية والمحلية حول كيفية تكييف وتنفيذ خطط الطوارئ للمرافق التعليمية. فى حالة اغلاق المدارس تتضمن التوجيهات توصيات للتخفيف من الآثار السلبية المحتملة على تعلم الأطفال ورفاههم بوجود خطط قوية لدعم أنشطة التعليم المستمر عبر الإنترنت او بث المحتوى الأكاديمى عبر الإذاعة. من المفترض اننا نمتلك كل هذه الوسائل سواء التابلت الذى يتباهى به وزير التعليم او الإذاعة والتليفزيون. فلماذا لم تغلق المدارس؟
المنظمة العالمية وشركاؤها أصدروا توجيهات أخرى فى حالة إبقاء المدارس مفتوحة (وهذا هو الحال عندنا) شريطة التأكد من بقاء الأطفال وأسرهم محميين ومطلعين على آخر المستجدات وهذه التوجيهات هي: تزويد الأطفال بمعلومات كافية حول كيفية حماية أنفسهم، وتعزيز أفضل ممارسات غسل اليدين والنظافة الشخصية مع توفير مستلزماتها (واخد بالك؟) ثم - وهذا هو الأهم- تنظيف وتعقيم المبانى المدرسية وخاصة، خاصة مرافق المياه والصرف الصحي، وزيادة تدفق الهواء وتحسين التهوية.. هل فعلنا ذلك؟.هل وفرنا شروط المدارس الآمنة لكى نبقى على المدارس مفتوحة؟ التلاميذ يتخالطون ويمرحون ويتلامسون دون أدنى حرص على شروط النظافة والصحة العامة. هل عقمنا المدارس ورممنا دورات المياه ام انها اكبر بيئة لانتشار الأمراض؟ لا نحن أغلقنا المدارس وريحنا دماغنا وتخلصنا من المسؤولية السياسية والإنسانية عن صحة وحياة مئات الآلاف من التلاميذ والملايين من عائلاتهم، ولا نحن تحملنا هذه المسؤولية واتبعنا أبسط القواعد العالمية وارشادات المنظمات الدولية.
خرج علينا أنصار الوزير بأسئلة تصوروا انها ملجمة من قبيل: لو تم تعليق الدراسة هل تقبلون بإرجاء امتحانات الثانوية العامة إلى الإجازة الصيفية؟ وكيف يتم استكمال منهج الثانوية العامة؟ لو أغلقت المدارس هل سيتوقف الأهالى عن استقبال المدرسين الخصوصيين او ارسال ابنائهم إلى السناتر؟.. وسأجتهد بالإجابة عن هذه الأسئلة السوفسطائية بأن الكل يعرف أن الثانوية العامة لا تحتاج إلى مدرسة وكل الطلاب يتلقون تعليمهم خارج المدارس. ولو علقنا الدراسة لمدة اسبوعين او ثلاثة إلى ان تنحسر مدة الخطر من الممكن ان تخفف المناهج بحذف آخر دروس فى المنهج وفقًا للبرامج الزمنية الموضوعة. أما مسألة توقف الأهالى عن ارسال أبنائهم للسناتر فهذه مسؤوليتهم هم.. فلتقم الوزارة بمسؤولياتها ولتترك ما لزيد لزيد. كم إصابة فى أبنائنا تلزم حتى نتوقف عن العناد؟

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة