د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


بسم الله

تشريع عقابى

محمد حسن البنا

الخميس، 12 مارس 2020 - 05:52 م

أعتقد ان ما عاش به المصريون الليلة الماضية نوع من أنواع الإشاعات الضارة بالمجتمع، فقد حدث هلع غير مبرر بالشوارع، وزحام شديد على المحلات والسوبر ماركتات، والمخابز والمطاعم وغيرها من محلات التموين. فإذا أضفنا إلى ذلك حالة الرعب والتخويف التى يمارسها على الناس ملوك السوشيال ميديا ببوستات منقولة مخيفة عن حالة الطقس وعاصفة التنين، وأيضا وباء كورونا، فإن الأمر خرج عن حده الطبيعى والاستثنائى.
وأعتقد أن الإعلام والحكومة لهما نصيب من ذلك. صحيح التحذير واجب، لكن أسلوب التحذير خانه التوفيق. ولقد تحدثت أمس عن تجريم الإشاعات ومواجهتها بحسم، وتلقيت تعقيبا من القارئ العزيز نصر اللوزى يقول فيه: لقد باتت الشائعة صناعة لها العديد من الصور والسبل والتوقيتات الزمنية، وكلها تتفق فى الوصول إلى تحقيق هدف النيل من كرامة الوطن وبث البلبلة بين الشعب، وموت الثقة على أعتاب الغيبة والنميمة، وهما أحد أمراض المجتمع، فتتوغل فى أوصال الأمة سوسا ينخر فى القيم والمبادئ والأصول، بل ويسعى إلى هدم ثوابت الدين. إنها الكراهية الممنهجة التى يشكل أصحابها حزبا يسير فى ركب الشيطان فيكره كل نجاح، ولقد كانت الخطة الإعلامية لمحاربة الشائعات والحفاظ على هيبة الوطن، وبذر بذور الثقة بين المواطن واأجهزة الدولة المصرية هى خير الخطط التى حققت (بعض) الأهداف حفاظا على الوطن.
ولكن ما نراه من حرب شرسة ضد الوطن بزعزعة الثقة يحتاج إلى وضع خطط تنفيذية ورقابية دائمة وليست مؤقته ذات تشريع عقابى رادع للوصول إلى تنقية مصرنا الغالية من صناع الشائعات، مع ضرورة سن تشريع خاص بتلك الآفة اللعينة طويلة العمر فتكا بالإنسان نفسه، إنها آفة أطول عمرا وأخطر من فيروس كورونا، الذى سوف يتم القضاء عليه بتحقيق وسائل السلامة الصادرة من منظمة الصحة العالمية وتكاتف الدول.
حماية المواطن من الشائعات يجب ان تسير جنبا إلى جنب مع حماية الدولة من الاكاذيب وذلك بتطبيق (أقسى) الإجراءات العقابية مع مرتكبى نشر البيانات المغلوطة والمعلومات الكاذبة زورا وبهتانا ايا كانت تمس الوطن او المواطن سرا وعلانية.
دعاء: اللهم احفظ مصر من الفساد والفاسدين

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة