إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

شجرة الجيران!

إيمان أنور

السبت، 14 مارس 2020 - 06:46 م

اليوم بدت مختلفة.. ليست مثل كل يوم.. وكأنها قامت من رقادها وانتصبت فى الفراغ ! اليوم بدت مزهوة يانعة بعد ان اغتسلت وتعافت من ذرات التراب التى حجبت ملامحها وطلاء أغصانها فازدهرت أوراقها وتمايلت لترقص مع رياح عاتية ونسمات غائمة لم تعتدها من قبل.. وامطار غزيرة روت ظمأها بعد طول غياب.. بدت صديقتى رائعة فى ثوبها الجديد..!
تلك هى شجرة المانجو المزروعة منذ سنوات لا عد لها.. فى حديقة ڤيلا الجيران.. حتى ارتفعت قامتها عدة أمتار لتبلغ الطابق الخامس وهى ثابتة شامخة ناهضة واقفة بكل ثقة وكبرياء..
تلك هى صديقتى العزيزة التى اطل عليها كل يوم من شرفتى.. أزيح الستار فى عجلة من امرى لاطالع وجهها وإشراقها.. اصبّح عليها.. ونتبادل معا أطراف الحديث.. بينما تعزف زقزقة العصافير التى اتخذت من أغصانها القوية مأوى ومسكنا لها سيمفونية رائعة تبعث على البِشر والتفاؤل وهى ساعية إلى رزقها..
كم خشيت ان يصيب صديقتى اى اذى.. لانها لا تثمر منذ وقت.. عندما رايت جيرانى وهم يهذبون حديقتهم ويقلبون ارضها ويقطعون عددا من فروعها ويقلمون أغصانها.. لوحت لجارى ارجوه بعدم جرحها.. فابتسم مطمئنًا.. وكأنه يعرف صداقتنا الحميمة.. فما كان منها بعد شهور قليلة.. الا أن تعبر عن فرحتها.. عندما نظرت إلى احد فروعها فرأيت هذه الحبة الوليدة الخضراء التى ترفرف على غصنها.. وكأنها تقول بكبرياء وعزة: ها أنا هنا لا ازال شابة مزهرة.. لا ازال يانعة..
امس الاول.. نهضت صديقتى سعيدة وارفة مرفرفة.. مزدانة بمساحيقها الطبيعية التى خلقها الله عليها.. فهذا غصن اخضر وذاك يميل إلى صفرة لامعة وعلى الطرف الاخر المزيج بين الحمرة والبنية.. ظهرت ألوانها المنعشة جلية.. بعد ان اغتسلت روحها وجسدها بنسمات ونفحات غيث وامطار غير مألوفة.. وكأنها جاءت تلبية لدعائها وتضرعها إلى الله سبحانه وتعالى!!..
يا صديقتى الغالية.. يا مبعث سكينتى.. كم انت جميلة رائعة.. كم انت مسالمة هادئة!
اللهم صيبا نافعا.. اللهم صيبا هنيئا!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة