محمد حسن البنا
محمد حسن البنا


بسم الله

اقتراح

محمد حسن البنا

السبت، 14 مارس 2020 - 07:04 م

لا وقت لجلد الذات، ولا وقت للبكاء على اللبن المسكوب، فهناك مبادرات حكومية وأهلية قوية لمواجهة آثار الأمطار والسيول، الآن ليس وقت حساب المحليات أو أجهزة المدن الجديدة على ما يحدث فى شوارعنا وبيوتنا بسبب الأمطار، حتى وإن وصلت إلى حد السيول، صحيح لا بد من حساب، لانه اتهام بالتقاعس والإهمال وتدمير المرافق العامة، وغياب المحاسبية والمساءلة، يفقد الدولة المصرية أهم عناصر الادارة الرشيدة التى وضعها البرلمان فى تشريعاتنا المختلفة، والتى تضمنتها خطة التنمية المستدامة ٢٠٣٠.
دائما ما تكشف الأمطار عيوب الطرق والكبارى، وعيوب منظومة البناء التى نتبعها، وكأنى أنتقد الضمير الهندسى، وضمير المقاول، وضمير مستلم الاعمال الإنشائية. فلا هذا يراعى ضميره فى التصميم، ولا ذاك يراعى ضميره فى البناء، ولا الثالث يراعى ضميره فى الاستلام، وكأن مال الخزانة العامة مباح للجميع. ثم ان مصر بلد العلم والايمان، افتقدت المهندس المفكر، صاحب أقوى تاريخ هندسة فى البشرية كلها، كما افتقدت ابن البلد المقاول الذى يشيد بأمان المساكن والطرق والكبارى، وافتقدت رئيس الحى ومهندسه الذى يتسلم الاعمال ويراقبها ويتابعها، فتنهار المنظومة كلها مع اول حبة مطر!
صحيح علينا مراجعة عناصر المنظومة بالكامل، اذا كنا نريد بناء مصر الحديثة، لكنى أقدم اقتراحا بأن تتولى كليات الهندسة فى لجنة خبراء بحث الازمة وحلولها، ووضع تصور لتنفيذ هذه الحلول، وبأقل تكلفة، وتتولى لجنة أهلية حكومية عملية التنفيذ. وهذا حل دائم، أما الحلول العاجلة فأرى أن المطر كشف العيوب فى كل حى، وكل مدينة جديدة، وكل قرية، وبالتالى يستطيع المهندس المسئول فى كل منها قيادة مجموعات عمل لعلاجها من الآن، وانا اعلم ان المحليات تعج بالعديد من المهندسين الذين لا يعملون، ولا يقدمون للدولة اى مردود للمرتب الذى يقبضونه كل شهر، فلماذا لا ننشرهم فى الشوارع لزرع بلاعات خاصة للأمطار تصب فى مجرى خاص بعيدا عن مجرى الصرف الصحى؟ مياه الأمطار افضل فى الشرب والزراعة، نحتاج فقط إلى اخلاص فى العمل، ومنظومة ادارية علمية رشيدة. أرجو ألا ننسى أهمية حساب من أخطأ فى حق مصر.
دعاء: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة