انتشار فيروس كورونا
انتشار فيروس كورونا


المصرية الأكثر تأثيرًا فى أفريقيا: القارة السمراء واجهت أخطر الفيروسات

عمرو جلال

الأحد، 15 مارس 2020 - 03:55 م

رغم الخوف الشديد الذى أصبح ينتاب العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وتوقف الكثير من رحلات الطيران بين العديد من دول العالم إلا أن هناك أشخاص لايزالون يواصلون عملهم غير عابئين بهذا الذعر والخوف العالمى المنتشر، ومن بين هؤلاء الدكتورة رشا قلج وهى المصرية الحائزة على لقب السيدة الأكثر تأثيرًا فى أفريقيا عام 2019 من مجلة "نيو أفريكان" الإنجليزية 

وقامت قلج خلال اليومين الماضيين باستكمال رحلاتها إلى عدة مدن أفريقية وومارسة أنشطتها الخيرية المعتادة رغم التحذيرات والمخاطر التى قد تواجهها..فى البداية سألتها..

 

عدد كبير من العاملين فى المجال الخيرى توقفوا عن السفر إلى الدول الأفريقية بسبب فيروس كورونا ..لماذا تستمرين فى العمل حتى الآن ؟

أعلم أن هناك ذعر كبير من فيروس كورونا المستجد لكن فى الحقيقة أنا لا أرغب فى أن أتوقف عن ما أفعله لأن ببساطة هناك مئات الألاف من الأشخاص فى أفريقيا يعتمدون علينا وعلى ما نقدمه من أعمال خيرية وقد منحنى الله القدرة على العمل والإبداع فيما أفعله فلماذا أتوقف الآن.

تتوقفين لأن هناك احتمال كبير بإصابتك بهذا الفيروس الخطير؟

تضحك ثم تقول قبل عدة سنوات عندما تم اختيارى لتولى رئاسة أحد أكبر المؤسسات الخيرية فى أوروبا وهى مؤسسة ميرك الدولية الخيرية أخبرونى أننى لست مضطرة أو مطالبة بالسفر إلى أفريقيا لتنفيذ الخطط التنموية لمؤسستنا هناك ويكفى أن أرسل أى من المديرين التنفيذين تحت رئاستى للإشراف على الأعمال التى أريد تنفيذها فى كل دولة لكن كانت المفاجأة للجميع أننى طلبت السفر إلى كل دولة أفريقية سنتواجد فيها.

وخلال هذا الوقت كانت هناك أوبئة كثيرة لم تقل تهديدًا عن فيروس كورونا المستجد تنتشر بشكل مخيف فى العديد من الدول الأفريقية مثل وباء الإيبولا والملاريا وأنفلونزا الطيور ورغم ذلك قررت السفر و الذهاب إلى قرى أفريقية بلا أى خدمات صحية أو تعليمية لأرى بنفسى أوضاعهم وأضع الخطط المناسبة لدعمهم فنحن لا نعتمد فى خططنا على الدعم المادى أوالعينى للأفراد والتقاط الصور ثم نغادر بل نقدم دعمًا شاملًا ومستمرًا يلبى أاحتياجات هؤلاء البشر وبطريقة تضمن تنمية مهاراتهم المختلفة فمثلا فى أكثر من دولة أفريقية لا يوجد طبيب أورام واحد، ولا أجهزة تستطيع إنقاذ آلاف المرضى بالسرطان فنعمل على توفير التدريب الطبيى اللازم للأطباء فى تلك الدول ليعودوا إلى بلادهم محملين بالخبرات الطبية الملائمة لممارسة ذلك التخصص وإنقاذ الأرواح ..وبالتالى عملى هو مساعدة هؤلاء وأيضا مساعدة الدول بخطط تنموية وتعليمية تساعد على التخلص من عادات وتقاليد بالية تتسبب فى دمار المرأة الأفريقية مثل وصمة وعار العقم.

ألا تخشين على حياتك؟

بالطبع ولكن أنا أتبع التعليمات الصحية وأتوكل على خالقى فما أفعل لن أتوقف عن فعله حتى عندما يصفوننى بالجنون وقد واجهت ما هو أسوأ من كورونا بسبب جولاتى فى أفريقيا.

برأيك لماذا لا ينتشر كورنا بمعدلات كبيرة في القارة الأفريقية ؟ 

لا أحد يعلم تحديدًا حتى الآن ..ربما المناعة الأفريقية التى واجهت وعانت من فيروسات خطيرة أكسبتها قوة أو قدرة والبعض يرى أن المناخ الأفريقي قد يكون سببًا رئيسيًا في ابتعاد الفيروس عن القارة وربما لا ينتشر الفيروس في النظام البيئي الأفريقي ومعروف علميا أن بعض الفيروسات لا تؤثر على تركيبات جينية معينة لكن حتى الآن لا يوجد دليل حالي على أن فيروس كورونا المستجد هو من بين هذه الفيروسات.

حدثينى عن زيارتك الأخيرة منذ عدة أيام إلى نامبيا؟ 

سافرت إلى هناك حيث التقيت رئيس نامبيبا هاكه جينجوب والسيدة الأولى زوجته وشاركت بالتعاون مع وزارة الصحة والخدمة الاجتماعية ووزارة التعليم كتاب قصص ملهمة للأطفالللتأكيد على القيم العائلية للحب والاحترام منذ صغرهم وتهدف القصة الى توصيل معنى الاحترام الحقيقي للمرأة ومعرفة بعض الحقائق عن العقم وكيف تؤثر على الرجال والنساء على حد سواء. و يحتوي الكتاب على رسالة خاصة من مونيكا جينجوس ، السيدة الأولى في ناميبيا موجهة إلى القراء الشباب.

 

لماذا قصص الاطفال ؟

 

هى أحدى الطرق والوسائل التى نحاول من خلالها بناء أجيال جديدة تنبذ العادات السيئة فى أفريقيا وهذه القصة تحديدا تحاول القضاء على وصمة العقم وما ينتج عن ذلك من عنف منزلي في المستقبل. قصة Paulus و Limbikani هي قصة زوج وزوجة لم يكن لديهما أطفال ، لكنهما لم يفقدان الحب أو الاحترام لبعضهما البعض أبدًا ويدعم الزوج زوجته خلال رحلة علاج الخصوبة وأقر بأنه يمكن أن يكون أيضًا أحد أسباب عدم الانجاب و ذهب للعلاج لإنجاب طفل جميل وعاش في سعادة دائمة.

وأعترف أيضًا بأنه حتى إذا لم يتمكن كلاهما من انجاب الأطفال لأي سبب من الأسباب ، فسيظلون يحبون بعضهم البعض 

 

أفريقيا قارة بها أكثر من مليار نسمة ..هل تحتاج إلى برامج لمواجهة العقم؟

نحن نواجه العقم ليس بهدف زيادة السكان ولكن لمواجهة ظاهرة اجتماعية تعانى فيها المرأة العقيمة من النبذ و العنف الجسدى والنفسي و نواجه معلومات وعادات خاطئة فى عدد من الدول الأفريقية يتم فيها قطع اطراف المرأة العقيمة و تعذيبها وتحميلها سبب عدم الأنجاب ولا تزال الملايين من النساء فى أفريقيا وفقا للاحصائيات اللاتي ليس لديهن أطفال يعانين من التمييز والنبذ. لذلك أعمل على تمكين المرأة ورفع مستوى الوعي بين المجتمعات مع التركيز بشكل خاص على الشباب من خلال هذه القصة. 

ومن المهم أن يبدأ الآباء ومقدمو الرعاية تعليم الاحترام ورعاية التعاطف منذ صغر سنهم. يجب أن نعلم الأولاد هذه الصفات في مدارسهم ومن خلال وسائل الإعلام. أعتقد أن كلا من الفتيان والفتيات يحتاجون إلى نفس النوع من التوجيه. تمامًا مثل الفتيات ، يتعلم الأولاد الصغار تدريجيًا كيفية التحكم في سلوكهم خلال سنوات ما قبل المدرسة والمدرسة الابتدائية. هذه القصة هي طريقتنا لتمكين أولادنا من تطوير الاحترام الحقيقي للمرأة ومعرفة بعض الحقائق عن العقم وكيف تؤثر على كل من الرجال والنساء على حد سواء ". 

ماهى البرامج التنموية الأخرى التى تعملون عليها ؟

نعمل على التوعية بأهمية تعليم الفتيات ونشر مخاطر التسرب من التعليم لما له من تأثيرات اقتصادية كبيرة كما نعمل على توفير التدريب في مجالات الخصوبة والسكري والسرطان للأطباء الناميبيين وغيرهم فى الدول الأفريقية لبناء قدرات الرعاية الصحية في البلاد ، علاوة على ذلك ، نعمل على تدريب وسائل الإعلام حتى يتمكنوا من توعية المجتمعات حول كسر وصمة العقم و تمكين النساء بدون أطفال من خلال توفير المعلومات والوعي حول الموضوع وتخطط مؤسسة ميرك أيضًا لتقديم مبادرات فريدة أخرى في الدولة لخلق التحول الثقافي المطلوب فيما يتعلق بكسر وصمة العار حول العقم.

Image

 

Image

 

Image

 

Image

 

Image

 

Image

 

Image

 

Image

 

Image

 

 

...

[Message clipped]  View entire message

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة