لياو ليتشيانج
لياو ليتشيانج


بأقلام الأصدقاء

تضافر الجهود الصينية والعربية ضد كورونا

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 15 مارس 2020 - 06:56 م

لياو ليتشيانج

عقدت أعمال الدورة الـ53 لمجلس وزراء الصحة العرب فى يوم 27 فبراير الماضى بمقر جامعة الدول العربية، حيث أصدر المجلس بيانا يعرب عن تقدير ودعم جهود الصين الرامية إلى مكافحة فيروس كورونا المستجد. وتشرفتُ بالمشاركة فى الجلسة الافتتاحية للدورة وإلقاء الكلمة، بصفتى سفير الصين بالقاهرة ومندوبها لدى جامعة الدول العربية. كما أصدرت الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاى للتعاون ومجموعة دول البريكس ورابطة دول جنوب شرق آسيا والاتحاد الأفريقى ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى ومجموعة الـ77 وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية بيانات تؤكد على الدعم والثقة فى الصين.
بعد ظهور فيروس كورونا المستجد، تبذل الصين قصارى جهدها لمواجهته وتتخذ أكثر الإجراءات شمولا وقوة وصرامة. وإلى جانب ذلك، تعمل الصين على تعزيز التعاون الدولى وتبادل البيانات والمعلومات والخبرات مع منظمة الصحة العالمية ودول العالم بشكل منفتح وشفاف ومسئول، سعيا إلى منع انتشار الفيروس فى نطاق أوسع وحماية سلامة كل أبناء شعوب العالم والصحة العامة العالمية. وقد حصلت الصين على تقدير واسع النطاق من المجتمع الدولى بجهودها الحثيثة والفعالة التى تأتى تنفيذا لالتزام الصين بفكرة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
أمام فيروس كورونا المستجد، تقف الدول العربية الصديقة بثبات لا يتزعزع إلى جانب الصين. فإن الصين تشكر الدول العربية الصديقة على ما توفره للصين من الدعم الثمين الذى سيظل محفورا فى قلب الشعب الصينى.
يعد فيروس كورونا المستجد من أكبر الطوارئ الصحية العامة التى تواجهها الصين. وتحت القيادة الحكيمة للرئيس الصينى شى جينبينج، يتوحد أبناء الشعب الصينى فى صف واحد وعلى قلب رجل واحد، ويسابقون الزمن لمكافحة الفيروس. بفضل الجهود الشاقة، الآن يشهد الوضع فى الصين تحسنا مستمرا، حيث تنخفض سرعة زيادة حالات الإصابة الجديدة لأيام متتالية، وبدأت نسبة الشفاء ترتفع يوم 13 فبراير الماضى.
إضافةً إلى الجهود المثمرة لمكافحة فيروس كورونا المستجد الذى تكون تأثيراته على الاقتصاد الصينى قصيرة الأجل دون الإضرار بالأساس المتين للاقتصاد الصينى، تعمل الصين فى نفس الوقت على دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية أيضا، من خلال استئناف العمل والإنتاج بمختلف القطاعات بشكل منظم، سعيا إلى تعزيز مساهمتها فى النمو الاقتصادى العالمى.
يؤكد الفيروس مرة أخرى لنا أن مصائر الدول تترابط مع بعضها البعض فى عصر العولمة، وبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يمثل الاتجاه السليم الوحيد لتقدم البشرية. ففى هذه المعركة الشرسة ضد فيروس كورونا المستجد الذى يعد تحديا مشتركا أمام جميع دول العالم، تحرص الصين على التكاتف مع المجتمع الدولى بما فيه الدول العربية الصديقة وتعزيز التعاون الدولى لمحاربة الفيروس، انطلاقا من إيمانها بفكرة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وإدراكها للمسئولية الملقاة على عاتقها. ستواصل الصين مساهمتها فى بناء خط الدفاع المتين للجهود الدولية فى احتواء الفيروس، دون النأى بالنفس ودون التراجع.
يعتبر التعاون فى مجال الصحة جزءا مهما للتعاون الصينى العربى. كشريك استراتيجى للدول العربية، تحرص الصين على تضافر الجهود المشتركة معها فى المجالات التالية الأربعة لمواجهة فيروس كورونا المستجد: أولا، تعزيز تنسيق الإجراءات الاحترازية وتبادل المعلومات والخبرات ونتائج البحوث. ثانيا، الاستفادة الكاملة من آلية منتدى التعاون الصينى العربى فى مجال الصحة لتعزيز التعاون والتبادل فى مجال الصحة. ثالثا، اتخاذ الإجراءات العلمية والعقلانية وفق اللوائح الصحية الدولية والتوصيات المتخصصة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومحاربة الشائعات والأكاذيب التى قد تثير قلقا مفرطا وغير واقعى. رابعا، إيجاد مجالات جديدة للتعاون ومواصلة تعميق التعاون الاستراتيجى فى مجالات التجارة والاستثمار والمالية من أجل تحويل الأزمة إلى الفرصة.
إن الصين على استعداد تام للعمل يدا بيد مع الدول العربية الصديقة على التصدى للفيروس، واثقةً بأن التضامن والتساند والتعاون تُمكّننا من التغلب على الفيروس فى أقرب وقت ممكن، بما يحمى السلامة الصحية لأبناء الشعوب الصينية والعربية ويخدم الصحة العامة للبشرية جمعاء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة