محمد سعد
محمد سعد


آمنية

أبطال تحت المطر

محمد سعد

الأحد، 15 مارس 2020 - 06:57 م

 

تتحقق الانتصارات فى الحياة وتكتب واقعا تراه العيون عندما تصدق النيات، ويتجرد الإنسان من الهوى فيحسن العمل ويتقنه، منذ فجر الخميس الماضى ضربت ربوع البلاد عاصفة التنين، ولم تشهد مصر هذه الموجة منذ اكثر من 26 عاما حين ضربت السيول معظم المحافظات.
وبالنظر لعواصف الأيام الماضية نجد ان الشعب المصرى اصبح اكثر وعيا وترابطا وتماسكا، انعكس ذلك فى كم التضحيات التى قام بها الشباب لإنقاذ العالقين دون تميز ودون الدخول فى حسابات الموت والحياة، وكعادة المصريين تجد الجميع يدا واحدة فى وقت الأزمات والمصاعب، تجدهم على قلب رجل واحد، لايفرقهم احد ولا يقسمهم رأى او مصلحة.
مبادرة "كلنا لبعض" لإنقاذ السيارات العالقة بسبب الطقس السيئ، كانت احدى النماذج على تلاحم الشعب، اطلقها المهندس شريف خيرى فى منطقة التجمع الخامس والمناطق المجاورة بمشاركة فريق من الشباب المتطوع ونشروا أرقام هواتفهم لتلقى استغاثات العالقين ويتوجهون للانقاذ من تجمعات الأمطار، واستطاعوا إنقاذ 120 سيارة وأتوبيسا، ليرد عليهم الفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع ببطولة اخرى بعدما قرر أن تتكفل الهيئة بصيانة وإصلاح سياراتهم مجانًا، تكريمًا لأصحابها الذين نفذوا أعمالًا بطولية أثناء موجة الطقس السيئ، ولأن ما فعله أصحاب تلك السيارات موقف يعبر عن شهامة ومروءة المصريين فى الأزمات، ويجب أن تقف الدولة معهم.
موقف اخر يحكى عن بطولة المصريين فى الازمات لشاب لم يتجاوز الـ24 عاما يدعى احمد شبل، ورغم معاناته مع مرض الفشل الكلوي، إلا أنه قرر المشاركة مع فريق إنقاذ السيارات العالقة فى مياه الأمطار بمناطق التجمع؛ خامدا آلامه بمجموعة من المسكنات التى تسببت فى نقله للعناية المركزة، بعد تعرضه لنزيف ناتج عن قرحة بالمعدة، وتطلب والدته الدعاء لابنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بطولة اخرى ستخلدها حتما الانسانية كلها، لشاب عاش ورحل فى هدوء، اختار نهايته فى مدينة نويبع، حيث كان يعشق السفر ويحب مساعدة الناس، ويروج للسياحة،انه احمد شعبان الذى وقف فى وجه العاصفة، ونجح فى إخراج الـ 22 فردا من المخيم، كان آخرهم زوجته، ولم يبق سواه لتنزلق إحدى قدميه ليرتطم رأسه بحجر ويجرفه السيل ولم يستطع المقاومة، ليلقى حتفه.
قصص البطولات كثيرة وملهمة ومؤكد ان المساحة هنا تضيق لسردها منها ملحمة الآباء فى كنائس حلوان والمعصرة والتبين ومدينة 15 مايو، الذين قرروا فتح ابواب الكنائس لاحتضان المشردين، دون التمييز بين مسلم ومسيحى، وكذلك رجال الحماية المدنية الذين قاموا بحمل المواطنين على أكتافهم لإخراجهم من برك المياه المتواجدة على طريق القاهرة السويس.
> مسك الختام
"إن لله عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة"

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة