صفوت محمد
صفوت محمد


وتبقى كلمة

الرحمة

صفوت محمد

الأحد، 15 مارس 2020 - 06:58 م

تدافعت الذكريات امام عينى.. امسكتها.. رفضت لها ان تنصاع.. لكنها ابت.. ظهرت ابتسامة عريضة توجت وجهى فى هذا الجو القارص.. تذكرت العبقرى الراحل نجيب الريحانى.. كان يواجه مهندم الثياب.. يظهر اسفل رداء شتوى فاخر من صنع ماهر.. تصوره للحظة الباشا.. ليكتشف انه المسئول عن تربية ورعاية كلب الباشا.
استدعتنى هذه الذكريات وامامى مستر سميث مسئول تربية الكلاب فى شمال ادنبره باسكتلنده.. نفس القوام الفارع والملامح الارستقراطية والملابس الراقية وتصرفات مشوبة بالعظمة.. لاحظ ما بدا.. اعتقد انى سعيد باللقاء.. انبرى يتحدث.. وصف كلابه بالعبقرية.. اعترف برفقتهم اوقاتا طويلة.. خبر طباعهم.. عرف مسلكهم.. رودهم.. استخرج افضل ما فيهم.. خبروا العون والمساعدة.. اصبحوا اداة امان للمجتمع.. رعاية لمن يحتاجهم.. اكد ان معظم دول العالم واكاديميتها يستعينون بما يقدمه لهم من فصائل راقية تساهم بشكل فعال فى تنفيذ مهام طارئة.
سألته عن بلدى مصر.. اجاب بانهم يستفيدون بطريق مباشر او زملاء له يقدمون نفس النظم والتقنيات.. نبه ان نصيحته التى يقدمها للجميع بضرورة عدم اجهاد الكلاب.. لا تزداد فترة عملها عن اربع ساعات.. يخلد للراحة.. حتى يجدد طاقته.. يستعيد عافيته.. لا يبدد مواهبه.. اضاف انه لا مانع من حلقات التدليل.. منح الكلاب ما تهوى.. انهى حديثه بانهم هبة علينا الحفاظ عليها واستغلالها مثاليا.
اعادتنى هذه اللقاءات لما اراه ويحدث حاليا فى العديد من المواقع التى يتشدق فيها البعض بانهم يعملون على مدار الساعة.. بل يقولون انهم يعملون ساعات تقارب العشرين.. ما جعلنى اتساءل اهم من طينة اخرى من الخلق !.. هل خرقوا الناموس الكونى والسر الالهى واصبحوا على ما عليه ؟!.. لن انسى زيارتى لاحدى المنشآت حيث وجدت المسئول عن الاستقبال نائما.. اجابنى بنصف عين وربع لسان انه يعمل لمده مابين اثنتى عشرة وثمانى عشرة ساعة.. ابدى خجله ويعترف انه ذهب فى سبات عميق رغما عنه.. اردف انه لا يريد ان يظهر بهذا المسلك.. لكنها الطبيعة والطاقة وهى سر الخالق.
متى يعى الكل القدرة البشرية..الطاقة الخلاقه ليست بالساعات.. اكتشافات اذهلت الدنيا انجزت فى لحظات.. عندما نعى ونطبق نحيا نحن ومن معنا فى سعادة.. وظفوا الطاقات بالقدر المناسب مع الاستعانة بالتقنية المتطورة والنظم الحديثة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة