خالد رزق
خالد رزق


مشوار

الورد جميل

خالد رزق

الأحد، 15 مارس 2020 - 07:01 م

انتصف شهر مارس وحلت بانتصافه تباشير الربيع وفى بلدنا ليس أبدع من زهور أشهرها وأجملها وبلا منازع الورد البلدى بأصنافه صاحبة الرائحة الأطيب الأروع والملمس الأنعم بين الزهور قاطبة، ومنه مشتقات كانت منتشرة بمصر منها هادلى والجورى والكاميليا والجاردينيا.
ولأن كاتب هذه السطور هو من عشاق الزهور ونشأ وتربى بالإسماعيلية التى عرفت بحدائقها وورود فيلات قناة السويس الكثيرة المنتشرة بها، فقد تعودت بغير مناسبة سوى الاستمتاع بجمال الورود أن اشترى وبصفة منتظمة الورد من عند شيخ كبير كان يعرف بالضبط حاجتى والتى تتلخص فقط فى ورد بلدى «بريحة» والقرنفل البلدى فى موسمه، ومؤسف أنه وبعد أن رحل عم سعد بائع الورد عن عالمنا صرت لا أجد من يلبى حاجتى واكتشفت أنه صار صعباً فى أيامنا هذه حتى على باعة الزهور التحصل على أصناف الورد البلدى ذات الرائحة والتى جرى إحلال معظم بساتينها بأصناف أمريكية وأجنبية أخرى (النسر وغيرها) تمتاز بكبر حجمها وانعدام رائحتها مع زيادة إنتاجية أشجارها.
الذى حدث مع الورد البلدى الذى كاد أن ينقرض ذكرنى بكيف اقتلع مزارعون فى الإسماعيلية ومحيطها أشجاراً من أصناف تنتج أجود أنواع المانجو (العويس والهندى والفونس وغيرها) وزرعوا أصنافاً أجنبية عالية الإنتاجية سيئة الطعم محدودة الجودة بدلاً عنها فقط طمعاً لربح يحققونه من طول موسم حصاد الأخيرة ووفرتها رغم أن هذه الأصناف الوافدة المستحدثة تقل كثيراً فى أسعارها عن الأصناف البلدية الأعلى جودة وأطيب مذاقاً.
ربما فى هذا الزمن المعادى للجمال والناكر لقيمته نجد عذراً لمزارعين لا يهمهم ويشغلهم سوى تحقيق أكبر ربح ممكن تتيحه زراعة ما يمتلكونه وما بحوزتهم من أراض ، فهؤلاء دورهم الوحيد الذى يفهمونه هو مراكمة القدر الأكبر من الثروة، لكن الذى ليس ممكناً ولا سائغاً هو إيجاد مبرر ما لوزارة الزراعة التى لا يعفيها شيء عن دورها فى حماية الأصناف البلدية الممتازة والمتفوقة من كل الأنواع النباتية.
انقذوا أصنافنا البلدية من الزهور وغيرها قبل أن نفاجأ بانقراضها ونكرر مأساتنا التاريخية الأليمة مع القطن المصرى..
الورد جميل فحافظوا عليه.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة