سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

الكذب الالكترونى

سليمان قناوي

الأحد، 15 مارس 2020 - 07:04 م

علمنا استاذنا جلال الدين الحمامصى أن أخطر ما يقوض مصداقية الصحفى ومن ثم الصحيفة هو عدم التحقق من صدق الاخبار وان نشر الصحف أخبارا كاذبة، ثم اعتذارها عنها تكون كمن يقدم يوميا وجبة مسمومة للقارئ الذى لو تحملها مرة، فسينصرف عن الصحيفة نهائيا. ولو امتد العمر باستاذنا إلى عصر مواقع التواصل الاجتماعى والاعتماد على المصادر الإلكترونية لمعرفة ما يجرى، لرأى العجب العجاب. فعلى مدى الايام القليلة امتلأت السوشيال ميديا بالعديد من الاخبار الكاذبة والمفبركة بدءا من إعصار سيضرب مصر يومى الخميس والجمعة، إلى تزايد عدد حالات الاصابة بفيروس الكورونا فى مصر دون اى سند من حقيقة او احصاءات.وكان الرد على الكذبة الاولى ان الاعاصير لا تضرب الا الدول المطلة على المحيطات وليس على البحار شبه المغلقة، واما فرية انتشار الكورونا فلم يؤكدها مصدر طبى واحد رسمى او غير رسمى وكانت الحياة تمضى فى يسر وسلاسة. أما عن الاخبار الخاصة المفبركة المتعلقة بالمشاهير من نجوم السينما والمطربين ولاعبى الكرة (موتهم وطلاق بعضهم وزواج الاخر وانتقال اللاعبين من الزمالك إلى الاهلى او العكس) فهى الزاد اليومى لمواقع السوشيال ميديا التى تحولت إلى أشعب الكذاب الذى اصبح يصدق نفسه من كثرة كذبه. لذا باتت الاخبار الكاذبة والقصص المفبركة والصور التى جرى التلاعب بها عبر برنامج الفوتو شوب خطرا حقيقيا لا يتوقف تأثيره على استقرار المجتمعات، بل وأصبحت خطرا على مصير بعض الناس وحياتهم العائلية وصحتهم. وهكذا صارت التقنيات المتطورة سلاحا خطيرا فى تزييف الأخبار وإكسابها صبغة واقعية، وهو ما يجعل من الصعب على القارئ العادى اكتشاف زيف تلك المعلومات والأخبار المقدمة.
الاخبار الكاذبة ظلت موضع بحث واستقصاء من مراكز الابحاث فقد كشف مركز «بيو» أن 23% من الأمريكيين شاركوا قصة مزيفة على الأقل على حساباتهم بمواقع التواصل وان نحو 14% من هؤلاء شاركوها بعدما علموا أنها مزيفة (الاصرار على الكذب).وتحاول مؤسستا «جوجل» و«فيسبوك» الحد من انتشار هذه الأخبار المغلوطة، الا اننى ارى ان هذه الجهود ليست كافية ويجب تجريم كل من يشيع اخبارا كاذبة، لان اغلاق او تعليق حسابات الكذابين لم يعد رادعا اذ يضر هؤلاء الملايين التى تنقل ما يبث على الفيس بوك بسرعة لينتشر الكذب كالنار فى الهشيم. زمان كان الكذب ملوش رجلين الان اصبح له فضاء الكترونى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة