أسامة شلش
أسامة شلش


وقفة

يعيش هلالها وصليبها

أسامة شلش

الأحد، 15 مارس 2020 - 07:07 م

منذ فترة كتبت تلك الكلمات عنوانا ليوميات الأخبار وكانت فى احدى المناسبات التى التف فيها الشعب كله بعنصريه بعد عملية ارهابية حقيرة لقى فيها المسلم واخوه المسيحى ربهما دفاعا عن تراب الوطن الغالى ،استشهدا وكل منهما يعانق الآخر بعد ان اختلطت دماؤهما على ارض المعركة وهما وزملائهما يدافعون عن موقعهم الحصين حتى سقط الجميع فداء للوطن وشيعهم الشعب فى جنازة مهيبة كان الهتاف بالثأر هو النداء الوحيد الذى علا خلالها ، لنثبت للشعب كله اننا نسيج واحد.
أعود لكتابة هذا العنوان لمقالى الاسبوعى هذا بعد ان شاهدت ورأيت عشرات المساجد والكنائس فى كل انحاء ومحافظات مصر من خلال مآذنها وأبراجها ودعوة شيوخها واساقفتها ورهبانها لأى مصرى دون النظر لخانة الديانة او الملة للدخول إلى صحن المسجد اوالكنيسة للاحتماء بهما من الظروف الجوية السيئة والصعبة التى شهدتها مصر على مدى الأيام السابقة منذ الخميس الماضى ولمدة 3 ايام متواصلة، وهى الصور التى تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعى وشيرها الآلاف وشاهدنا فيها الأئمة والقساوسة وهم يدعون الناس ويوزعون البطاطين والأغطية على الجميع دون تفرقة بل ويوزعون الطعام بكل الحب ،ووصل الحد للكثير من المطاعم بفتح ابوابها للناس مجانا بروح المصريين الجميلة لأى عابر بسبب الأمطار والعواصف وبعد ان اضطر الآلاف للبقاء فى اماكنهم بعد ان توقفت حركة السكة الحديد واغلاق عشرات الطرق وتوقف حركة السير عليها بسبب المياه المتكدسة عليها وفوقها صورة من اجمل الصور الانسانية والتكافل والترابط الاجتماعى لا اعتقد انك يمكن ان تراها الا لدى الشعب المصرى ووحده فقط دونا عن شعوب الارض ومن منا ينسى ما كان فى حرب اكتوبر العظيمة حرب العبور وتحطيم خط بارليف المنيع والذى تحققت فيه اعظم الانتصارات العسكرية ،اختلطت دماء جورج وبطرس وعبد الشهيد ومحمد واحمد وعبد السميع والكل لحظة العبور يردد وفقط الله اكبر الله اكبر وكم كان هذا النداء مفتاح النصر العظيم.
بات المصريون ليلة الجمعة فَى ظل تلك الظروف الصعبة والاجواء العاصفة والتحذيرات من السيول والعواصف، احتضنتهم قاعات وساحات المساجد والكنائس فى لوحة مصرية فريدة ، وتوحد المصريين وقت الشدة تدحض مطالب ذلك الافعوان الاخوانى واعوانه وزبانيته الذين خرجوا علينا ليزعزعوا ثقتنا فى حكومتنا واجهزتنا بادعاء انها عاجزة عن مواجهة الازمة وانها فشلت فى التعامل مع حجم المياه التى اغرقت الشوارع ووصلت لحد الكارثة البيئية وهذا على غير الحقيقة التى لمسناها كلنا ،فللامانة كانت اجهزة الدولة كلها دون استثناء على قدر المسئولية وواجهت بشجاعة الموقف حتى تجاوزناه بنجاح فى تجربة جيدة ممتازة للاستعداد والمواجهة وحسن التصرف.تخيلوا واحدا من هؤلاء الموتورين خرج ليطالب الناس فى مصر بالثورة على الحكومة التى تكذب عليهم فى بيناتها عن الكورونا وانها تخفى الارقام الحقيقية للمرضى والوفيات ،بل وتخيلوا هذا المريض المهترئ خرج يطالب المرضى مادام انهم ميتون لامحالة بالخروج إلى التجمعات لنشر المرض لإحراج الحكومة،ضربت كفا بكف وانا ارى مطالب ذلك المعتوه ودعوته الغريبة ولااتخيل ان هناك عاقلا يمكن ان يصدقه او يتجاوب معه خاصة ان الدولة تتعامل بكل شفافية مع الموقف وتعلن اولا بأول الحقيقة فلا الدولة تكذب ولاتتجمل ولكنها قصدت الحقيقة ولذلك صدقها الناس.
اقول لمثل هذا الخائن العب فى حتة تانية.
د. مجدى رزق الله بليغ
الصديق رفعت الحسينى والد الشهيد طيار محمد رفعت المندوه اضطر التزام شقته فى الطابق العاشر بشارع الحجاز عندما انقطعت الكهرباء الخميس الماضى بسبب الأمطار، السيدة زوجته اصيبت بوعكة صحية شديدة لم ينجده إلا جاره الدكتور مجدى رزق الله بليغ مدير مستشفى الحميات السابق الذى صعد الطوابق العشرة على قدميه حيث حدد الدواء المطلوب كما رفض تقاضى أية أتعاب.
هذه هى مصر بهلالها وصليبها.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة