رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

إتقان العمل لم يعد أولوية

رفعت رشاد

الأحد، 15 مارس 2020 - 07:11 م

عنوان المقال اقتبسته من حوار لحازم حسن رئيس جمعية المحاسبين المصرية فى صحيفة كبيرة. إذا طبقنا ذلك على ما حدث خلال إعصار التنين سنجد أن المستوى الأعلى فى الدولة ممثل فى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء قام بواجبه كما يجب ، فتم الاحتراز لما يمكن أن يحدث من كوارث وتقرر تعطيل العمل فى كل الأنحاء يوم الخميس وكانت مصادفة إيجابية أن جاء بعده يومان إجازة هما الجمعة والسبت مما أعطى أجهزة الدولة الفرصة لتخفيف آثار الأمطار على الشوارع والمرافق.
فى الجانب الآخر نتذكر أن الأمطار أغرقت فى العام الماضى مناطق سكنية جديدة مثل التجمع الخامس الذى يعد أغلى المناطق سعرا وجاءت أمطار هذا العام لتؤكد أن لا أحد اهتم بمعالجة ما حدث العام الماضى. تكرار الآثار السلبية لسقوط الأمطار يؤكد أننا نتعامل معها بالبركة ونستخدم لنزحها «جردل وممسحة». لوحظ بسبب الكمية الكبيرة للأمطار التى سقطت مؤخرا أن شوارع القاهرة والمحافظات لا ترصف بناء على طريقة هندسية معتبرة أو سليمة وإنما هى تنشأ بطريقة كلشنكان ، فالميول لا تخطئها العين ووجود بحيرات فى منتصف الشوارع أمر لا نندهش له ولا يوجد استثناء لهذه العكعكة فى أى شارع وفى أى منطقة فلم يعد هناك ما يسمى بالمناطق الراقية أو المناطق الشعبية ، توحدنا فى العشوائية.
فى يوم الأمطار قررت النزول إلى الشوارع ومشاهدة آثار المياه حيث ربما لن يتكرر هذا المشهد مرة أخرى ، ومن كورنيش النيل حيث أسكن فى شبرا سرت لأجد بحيرة على بعد أمتار من المنزل وتوخيت الحذر فى السير حتى لا تتعطل السيارة فى وسط المياه ، ومر الأمر على خير ، لكن وجدت شارع الكورنيش مثله مثل أى شارع جانبى يمتلئ بالبحيرات وتميل المياه فى بعض جوانبه وهذا يدل على أن ضمير الذين استلموا هذه الشوارع مات وأن المقاولين لا يبذلون جهدا كبيرا فى إقناع مهندسى المحليات بالاستلام وأن كبار قيادات المحليات لا تكلف نفسها جهدا لكى تتيقن من سلامة الشوارع وبالتالى فالمال العام يهدر ويزيد من إهداره ما يحدث بعد ذلك فى يوم مطير حيث تتحمل الدولة أعباء أكبر لإصلاح الأحوال. لو أن إتقان العمل تم لوجدنا شوارعنا سليمة هندسيا ووجدنا مياه الأمطار تتحرك تلقائيا فى مجاريها الموجودة بالفعل إلى بالوعات تعمل بالفعل وما أنفقناه خلال هذه الأزمة من جهد وأموال لم نكن لننفق عشرة لو أتقنا العمل.
عند مرورى تحت كوبرى إمبابة وجدت السيارات تعود فى الطريق العكسى لأن المياه شكلت بحيرة معتبرة أسفل الكوبرى وبالتالى فأى سيارة ستحاول المرور ستغرق تماما. عدت لأجد مطلع كوبرى 15 مايو الصاعد إلى الزمالك مغلقا لأن المطلع عبارة عن حفرة امتلأت بالمياه. خلال سماعى إحدى النشرات الإخبارية بالراديو وجدت أن الشخص الممثل لوزارة التنمية المحلية يركز كل كلامه على أن السادة المحافظين ورؤساء المدن والأحياء موجودون على رأس فرق شفط المياه !! وهنا مربط الفرس كما يقول المثل الشعبى ، أين كان السادة المحافظون قبل وقوع الأزمة ؟ كل المحافظين جاءوا من جهات علمتهم إدارة الأزمات ، فلماذا لم يطبقوا ما تعلموه ؟. الكلام كثير.. لكن لم يعد إتقان العمل أولوية.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة