وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز


شد وجذب

شكرًا للتنين

وليد عبدالعزيز

الأحد، 15 مارس 2020 - 07:38 م

رغم قسوة الطقس والمعاناة التى عاشها الشعب المصرى بالكامل خلال اليومين الماضيين بسبب ما أطلق عليها عاصفة التنين إلا أن حالة من السعادة والفرحة انتابت الأسرة المصرية..العاصفة المفترية رجعتنا لأيام الزمن الجميل.. أيام الشمع بعد ما بطاريات الموبايلات خلصت شحن لأن طبعا النور كان مقطوعا وعرفنا كويس اوى قيمة الكهرباء والنعمة اللى احنا فيها..كمان رجعنا (للشفشق) بتاع زماااان علشان مفيش مياه ومحدش عمل حسابه يحوش شوية وكنا بنستخدم كل حاجة بحرص شديد وعرفنا قيمة المياه.. الجميل ان المشاركة الأسرية عادت إلى البيوت المصرية.. الراجل رجع يمسك الجردل ويساعد زوجته وأولاده فى جرف المياه التى اخترقت البيوت من الشبابيك الألوميتال الفلصو لدرجة انها سمحت للمياه بالوصول إلى تحت السرير.. اه وربنا.. بس الكل كان بيقول فى صوت واحد الحمد لله..كلنا شعرنا بالنعمة اللى احنا عايشين فيها..كمان ظهرت شهامة المصريين والناس رجعت تساعد بعض على الطرق وفى كل مكان.. والجميل ان حصل تواصل من جديد بين العائلات والكل كان بيسأل على بعض عن طريق التليفون ورجع تليفون البيت يرن من جديد بعد غياب سنوات طويلة..كل واحد كان بيوصف حال المنطقة اللى عايش فيها..ومش كده وبس.. كمية الفيديوهات التى استقبلتها الموبايلات كانت كفيلة ان تقضى على الشحن.. ورغم اننا كنا فى اشد الحاجة إلى حتى ٥٪ شحن علشان النور مقطوع بس كنا بنتفرج ومبسوطين.. حاجات كتير حصلت تخلى الواحد يراجع نفسه ويعرف ان هو بيضيع وقت كتير من العمر فى حاجات فارغة.. قد ايه القعدة مع الولاد فى جو من بتاع زمان كنا محرومين منه جميلة.. أنت ممكن تكون اكتشفت بالصدفة ان ولادك كبروا وبقوا يعرفوا يتصرفوا أحسن منك كمان..لولا عاصفة التنين ما كناش عشنا يومين من أجمل الأيام..نرجع للحكومة واللى عملته.. للحق.. أول مرة تكون الحكومة فعل وليست رد فعل.. الناس كلها اشتغلت بضمير على قد الإمكانيات المتاحة.. وكمان كان فى صراحة وشفافية وده ريح الناس.. لما شفنا الراجل اللى بيشفط المياه من الشوارع وهو واقف فى عز التلج كان بيعمل ده وهو مبسوط علشان عارف ان ده شغله.. والظابط والعسكرى بتوع الشرطة اللى كانوا واقفين علشان انا وأنت نبقى متطمنين.. مش هنتكلم عن الأبطال بتوع الجيش اللى واقفين على الحدود يحموا البلد وشاركوا فى تخفيف اثار المياه التى أغرقت بعض الشوارع لان الشعب كله كان بيدعى لهم من القلب بالستر والصحة.. هى دى مصر بشعبها وجيشها وشرطتها وحكومتها.. رئيس مصر كان بيتابع كل التفاصيل لحظة بلحظة واعتقد ان العاصفة مرت بسلام وبأقل الخسائر..حاجة واحدة بس.. يا ريت واحنا بنعمل الطرق الجديدة نعمل حسابنا ان المناخ اتغير وأننا بقينا دولة معرضة لاستقبال كميات كبيرة من الأمطار فلازم نستغلها لأنها رزق من عند ربنا.. شكرا للشعب وللحكومة..والشكر الأكبر للتنين الذى نجح فى تجميع الأسرة المصرية بعد فراق اجبارى بسبب هموم ومتطلبات الحياة.. واقترح على السيد رئيس الحكومة ان يتم تكريم نماذج من الذين شاركوا فى رفع المعاناة عن الشعب المصرى خلال أيام العاصفة خاصة ان مواجهة متغيرات الطبيعة أصعب ألف مرة من مواجهة أفعال البشر.. وتحيا مصر.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة