فرج أبوالعز
فرج أبوالعز


مع احترامى

سلوكياتنا تجاه كورونا

فرج أبو العز

الإثنين، 16 مارس 2020 - 06:49 م

 

يؤسفنى أن نتعامل مع الأزمات بشكل فردى وليس جماعيا مدركا لقضايا وطنه ومتفاعل مع مقتضياتها وكما أثبتنا للعالم أجمع أننا شعب أصيل فى الشهامة والجدعنة أثناء موجة الأمطار الغزيرة التى شهدتها البلاد مؤخرا يجب أن نثبت للعالم أجمع أننا جديرون بحضارة الأجداد وأننا قادرون على تخطى محنة كورونا فالشدائد تصنع الرجال.
يجب أن نحدث ثورة فى سلوكياتنا تجاه التعامل مع فيروس قاتل مثل كورونا شمل العالم أجمع بأن نتبع سلوكيات راقية ومتحضرة وبدلا من أن نتكالب على تخزين الأغذية لتظهر محلات السوبر ماركت خالية لأن ذلك يزيد الأزمة ولا يحلها ويجب علينا أن نأخذ قدر احتياجاتنا دون ضغط على مخزون البلاد من السلع الأساسية.
وكما اتخذت الحكومة إجراءاتها تجاه الاحتراز للفيروس باحترافية وتنسيق غير مسبوق يجب على الحكومة أن تتعامل مع سلوكيات البعض باعتبارنا فى حالة حرب وهى بالفعل كذلك بوضع عقوبات رادعة لكل من يبالغ فى تخزين سلعة وحجبها عن الناس ثم التكسب منها فى السوق السوداء وكذلك نشر حملات توعية على المواطنين بأن المخزون الاستراتيجى من السلع آمن ولا مخاوف شريطة عدم تخزين السلع.. هذا ليس كلاما مطاطيا بلادليل فالواقع يؤكد أن هناك تكالبا غير مبرر على تخزين السلع الغذائية وهذا أكبر مبرر لرفع أسعارها دون وجه حق بسبب زيادة الطلب عن المعروض.
الحكومة اتخذت قرار تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات وكذلك تعليق الأنشطة الرياضية والاجتماعية لمدة أسبوعين لتقليل الزحام فى التجمعات بقدر الإمكان، وعلينا كل فى موقعه مساندة جهود الحكومة التى تعنى فى الأساس بصحة المواطنين وليعلم الجميع أنها ليست إجازة نصف السنة أو إجازة مصيف لنجد كل الناس فى وسائل المواصلات وفى النزهة.. الهدف تقليل الزحام للوقاية من الفيروس وليست نزهة.
فى اعتقادى أن مثل هذه الإجراءات الاحترازية لا تتطلب آراء شرعية حول جدواها لأنها تستهدف صالح المواطن لكن حسنا فعلت دار الإفتاء بتحذير التجار والمحال التجارية من حبس السلع الضرورية والأساسية ومواد الوقاية الطبية عن الناس واستغلال الظروف الراهنة بقصد الاحتكار ورفع الأسعار.
الأمر برمته بعيد تماما عن مقتضيات الحرام والحلال - رغم أهميتها القصوى- كما أنه بعيد عن مبدأ الأمانة كونه يتعلق بحياة الإنسان التى كرمها الله تعالى وهى أمور يفرضها الواقع لأن نتضامن حتى ننجو من هذا الوباء باتباع الإجراءات التى تتخذها الدولة بحذافيرها ودون استهانة أو تنكيت فالدولة قامت بدورها ولا تزال على خير وجه وعلينا كمواطنين أن نقوم بواجبنا أيضا فى شكل سلوكيات متحضرة تساعد أجهزة الدولة على أداء عملها فى هذا الظرف العصيب.
على الحكومة أن تتدخل من منطلق واجبها ومسئوليتها السياسية فى تنظيم العمل بوسائل المواصلات سواء المترو أو القطارات أو وسائل النقل الجماعى بمنع التكدس وازدحام الركاب والحفاظ على جو صحى داخل وسائل المواصلات لأنها تعتبر بوضعها الحالى مصدرا خطيرا لنقل العدوى لا قدر الله فمن جانب مسئولى هذه الهيئات عليهم عدم السماح بالركوب فوق طاقة المقاعد المخصصة سواء فى المترو أو القطارات أو أى وسيلة للنقل الجماعى حتى إذا كان ذلك لا يتناسب مع مقتضيات اقتصاديات التشغيل فماذا سنكسب حال وجود إصابات وانتشار العدوى؟ فلا شك أننا سنتحمل أضعاف ذلك فى العلاج ناهيك عما إذا نتج عن هذه الإصابات حالات وفاة.
على المواطن دور كبير فى تفعيل كل هذه الإجراءات وعلينا أن نحافظ على أنفسنا بعدم الإصرار على ركوب وسيلة مواصلات مزدحمة فى ظل التسهيلات التى قررتها الدولة لكافة فئات الموظفين فى مختلف الجهات فلن تقوم الدنيا ولا تقعد إذا تأخر الموظف عن عمله لساعة أو أكثر.. وعلى مؤسسات المجتمع المدنى أن تلعب دورها التوعوى المهم لتفعيل ذلك.
سلمت مصر وشعبها وقيادتها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة