كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كورونا الربيع العربى !

كرم جبر

الإثنين، 16 مارس 2020 - 06:53 م

الربيع العربى كما قال صانعوه لا يتحقق إلا بعد اقتتال داخلى وحروب دينية لمدة ثلاثين عاماً، مثلما حدث فى أوربا فى القرن السابع عشر، وأدى إلى فناء ثلث سكان بعض الدول، وبعدها يجلس المنهزمون على موائد التفاوض، لاختيار النموذج الديمقراطي، على قاعدة لا منتصر الكل مهزوم، فيقبلون الشروط والإملاءات.


الربيع المصرى هو الذى يحمى البلاد الآن ويمكنها من تحمل الأزمات، ولولا قوة الاقتصاد لانهارت البلاد تماماً تحت أقدام كورونا، فالبلاد تقف على أرضية صلبة، والرئيس يخصص 100 مليار جنيه لمواجهة آثار الوباء العالمي، وكيف كنا نفعل ذلك إذا لم تكن البلاد قد عبرت الفترات العصيبة.


الديمقراطية - إذن - ليست عفريتاً يحضره من حضروا كورونا، ولكنها السياج الآمن الذى يحمى الدولة ويصون الحقوق والحريات وتنبع من ثقافة المصريين وحضارتهم وعيهم ومكوناتهم الفكرية والثقافية.
الديمقراطية هى نتاج المخزون الاستراتيجى للمجتمع الذى يوفر مظلة حماية للحاكم والمحكوم، ويحقق رضاء عموم المصريين، ولا تتحقق إلا إذا كان وراءها دولة قوية تحميها وتمنع انحرافها لصالح جماعة ضد جموع.


تذكرت ذلك ودار بخاطرى سؤال: كيف تكون مصر إذا لم تسترد قوتها، وهل كان فى استطاعتها مقاومة الفتن والمؤامرات.. وكورونا ؟.. أما الربيع العربى فقد التهم الدول بأنيابه الشرسة، وأمامها سنوات لا يعلمها إلا الله حتى تسترد عافيتها، وتبدأ مسيرة الديمقراطية الجريحة، واستكملت كورونا الضربات الموجعة.

وانتعشت الشائعات أيضاً فى زمن كورونا دون رادع من دين أو ضمير أو خوف على مصلحة الوطن، وكل يوم ننام ونستيقظ على شائعة، لا مصدر لها ولا مصداقية ولا دليل، وتتورط فيها بوابات ومواقع إلكترونية، من المفترض أنها تحارب الشائعات وتتصدى للممارسات اللا مهنية، وأصبحت المسألة فى أمس الحاجة إلى ضوابط رادعة، ولا يصح أن تظل فوضى السوشيال ميديا، فقد انتهت مرحلة البلاغات الكاذبة والاغتيالات الكيدية.


والمأساة أن بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى تنقل عن بعضها كالببغاء، وبمجرد أن ينزل الخبر فى موقع، حتى لو كان كاذبًا، يسرى سريان النار فى الهشيم فى بقية المواقع الأخرى، وخلال دقائق معدودة، يمتلئ الفضاء الإعلامى بدماء الضحايا وأشلائهم، وتنتحر الحقيقة وتسود شريعة الغاب.

الوطن عند الجماعة الإرهابية ترانزيت، أو «لوكاندة»، تقطنه انتظاراً للمحطة القادمة، التى تخطط لها منذ إنشائها وهى إقامة الخلافة الإسلامية، ليسود قادتها السلطة والحكم، على جثة الوطن وهوية المصريين، واعتادوا أن يرجعوا للجحور ويدخلوا مرحلة الكمون، كلما كانت قبضة الدولة قوية، وسادت المشاعر الوطنية الجارفة، وفى أوقات الأزمات تلتحم الشعوب وتختفى الصراعات.. إلا هؤلاء متآمرون حتى النفس الأخير.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة