محمد الشماع
محمد الشماع


قريباً من السياسة

كارثة كورونا وأعصار التنين

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 16 مارس 2020 - 06:54 م

محمد الشماع

رغم أن أقوى دول العالم باتت تئن تحت وطأة فيروس «كورونا» الذى أودى بحياة الآلاف من البشر ويهدد الملايين بنفس المصير كما استطاع هذا الفيروس ان يحدث حالة من الارباك فى الاقتصاد العالمى وضرب السياحة العالمية فى مقتل، وأحدث شللا فى حياة العديد من دول العالم وألزم شعوبا بعدم مغادرة منازلهم لتفادى الاصابة بالوباء اللعين.
مصر لم تكن بعيدة عن خطر هذا الفيروس القاتل، والذى تزامن وصوله مع إعصار التنين الذى اجتاح مصر على مدى ثلاثة أيام، فى اسوأ موجة مناخية لم نشهدها منذ عشرات السنين، محققا خسائر كان من الممكن أن تكون مضاعفة مئات المرات، لو لم تكن الحكومة يقظة ومستعدة مبكرا لمواجهة سوء الاحوال الجوية التى سببها الاعصار، ونجحت مصر فى اتخاذ عدد من الاجراءات الاستباقية، وكان من بينها تعطيل العمل والدراسة طوال ايام الاعصار تخفيفا للزحام والتكدس بالطرق ووسائل المواصلات تجنبا لحدوث أزمات وخسائر بشرية فادحة!.
وفور الإعلان عن اكتشاف وصول فيروس «كورونا» الى مصر اعلنت الاجهزة التنفيذية استنفارها وتمكنت من العمل بتناغم تام بين كل الوزارات فى اختبار للكفاءة، نتمنى ان يكون نموذجا فى الظروف العادية وليس فى الكوارث فقط!. دور الاعلام كان دورا رائعا فى معزوفة  الكفاءة، حيث قام التليفزيون والاذاعة والصحف بشرح أبعاد الوباء وكيفية النجاه منه، مما خفف كثيرا من ذعر المواطنين، ولم يكن الشعب أقل كفاءة من الحكومة التى اتسم تعاملها فى كارثة كورونا واعصار التنين بكل شفافية، وتجاوب الشعب وفى تحمل الكثير فى مواجهة الكارثتين.
وتبقى نقطة غاية فى الأهمية هى دروس تكررت من تلك الكوارث لم نستفد منها، فمسألة السيول والامطار تكررت على المدى القريب عدة مرات وفى اماكن بعينها فى المدن الجديدة والمناطق التى مازالت فى مرمى السيول التى تستطيع ان تسبب انهياريا اقوى الطرق، أعمدة الانارة واكشاك المحولات مازالت تمارس دورها فى اصطياد الضحايا من المواطنين، محطات المحولات رغم التقدم التكنولوجى مازالت تحت رحمة الامطار التى تسببت فى قطع التيار عن مناطق ومدن وتوقف الحياة حتى يتم كسح المياه منها يدويا بدلا من استخدام التكنولوجيا لمنع تأثيرات الامطار!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة