خالد النجار
خالد النجار


ضى القلم

الشائعات.. الإهمال.. وتجار الأزمة

خالد النجار

الإثنين، 16 مارس 2020 - 07:00 م

 

تحول التجمع الخامس إلى التجمع المائى بفعل الأمطار التى نتجت عن إعصار التنين، طقس غريب سبب خسائر فادحة، وقطع الطرق وانقطاع الكهرباء والماء لمدة كبيرة سببت الضيق والسخط.. كانت الحكومة على قدر المسئولية بمنح إجازة مع توقعها للأحداث، وكانت هناك خطة ساهمت بقدر كبير فى تقليل المشاكل والخسائر. متابعة من المحافظين والوزراء ومحاولات سحب المياه من الشوارع سهلت كثيرا على المواطنين، لكن لابد من وقفة حتى لا تتكرر المآسى. فما حدث فى الريف يستوجب وقفة جادة، سلطت السوشيال ميديا سخريتها على الأحياء الراقية وركزت على التجمع والمدن الجديدة لكن الحقيقة الرعب والخراب فى التجمع فاق ما ساقته السوشيال ميديا بكثير. انقطاع للكهرباء والمياه تخطى ٣ أيام وحول المنطقة لعشوائيات فى صورة مأساوية لا تليق، تحتاج شبكة الطرق لإعادة تأهيل، ولابد أن يتم تخصيص مكان فى الصحراء الشاسعة لتصريف مياه المطر واستغلالها.. خسارة. أما شبكة الكهرباء فبحاجة ماسة لإعادة هيكلة والبحث عن حلول لحماية الأكشاك من المياه ووضعها فى أماكن بعيدة عن مجاريها، وضرورة عمل صيانة دورية لأكشاك ومحولات الكهرباء فى التجمع والقاهرة الجديدة التى عانت من عاصفة التنين وتتأثر مع كل نزول أمطار.. ما حدث فى التجمع الخامس يستوجب وقفة فى ربوع مصر حتى نقلل الخسائر ونتجنب معاناة الناس.. رغم معاناة الأمطار وتوابعها ظهرت إيجابيات كثيرة بشباب واع قام بمساعدة الناس وإنقاذ سياراتهم وتصريف المياه، ومثلما رأينا الصور المشرفة نجد فى كل أزمة المستغلين الجشعين وتجار الأزمات، فكانت هناك صور سلبية لاستغلال الناس من عربات الصرف التى رفعت أجرتها دون داع لاستغلال الناس فى أزمتهم خاصة لأهالينا فى القرى والمحافظات، وكالعادة غابت المحليات ولم نر لموظفيها ظهور إلا ما رحم ربى.. فى كل مصيبة يظهر تجار الأزمات الذين باعوا ضمائرهم واستغلوا الظروف فصنعوا سوقا سوداء مثل قلوبهم وعقولهم وفجأة رفعوا سعر الكمامات والمطهرات مع ظهور أزمة كورونا، لا ضمير ولا أخلاق، خلاف استغلال البعض للظروف ورفع أسعار السلع. أما بعض المدرسين فلم يردعهم جهود الدولة لوقف المدارس وسناتر الدروس الخصوصية لتطهيرها وتعقيمها ولكن يبدو أن لديهم الكثير من الحيل بإعطاء الدروس الخصوصية فى البدرومات وأماكن بعيدة عن الرقابة، لكن علينا ألا نمشى خلف حيلهم الرخيصة فدون أن ندرى سنعرض أبناءنا للخطر.. أبلغوا عن كل مدرس مستغل وكل تاجر جشع وكل نمام ينشر الشائعات، لا تركنوا للسلبية فصحتنا وصحة أولادنا أهم. الوطن فى أزمة والدولة تبذل كل الجهود والجيش يقوم بدور مقدر ومشرف وعلينا أن نكون أكثر إيجابية.. مرت بسلام توابع عواصف التنين لكن الأخطر منها عواصف الشائعات التى زادت عن الحد وتبارى الجميع فى بثها دون تحمل للمسئولية.. لابد من وقفة للمواطنين قبل وقفة الدولة وعلينا ألا نسمح بالاستغلال والتخلى عن السلبية والإبلاغ عن كل فاسد جشع استغل الظروف.. توقفوا عن اللامبالاة بوقف الشائعات التى تضر وتحملوا المسئولية، وكفوا عن الإهمال الذى دمر صحتنا وبدل عاداتنا.. إهمال جسيم واستهتار وتحد صارخ للصحة بانتشار المقاهى التى اكتظت بالشيش ورغم التحذيرات الطبية الصريحة من خطورتها فى انتشار وباء كورونا إلا أننا مستمرون فى الإهمال.. يد الدولة لن تصفق لوحدها ولابد من تكاتف الجميع لدرء الخطر فانتشار الشيشة لم يقتصر على الأحياء الشعبية بل زاد عن الحد فى الأحياء الراقية واستفحلت الظاهرة فى التجمع والرحاب.. الرجوع للدين والأخلاق والبعد عن الاستغلال يجب أن يكون هدفا ساميا حتى نواجه الأمور.. جهود الدولة مقدرة فى الأزمات وعلينا أن نلتزم ونكون قدر المسئولية حفاظا على أنفسنا ومقدراتنا.. حمى الله مصر وشعبها.
كفوا عن الشائعات، ولا تنجرفوا للاستغلال، وتوقفوا أيضا عن «البوس» أبوس إيديكم.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة